إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 19 أبريل 2011

تكتيك الواقع ؟؟




نعم بغض النظر عن الأحداث التي تحدث سواء في البلدان المجاورة أو في مواقع من الفضاء الالكتروني أو الصحف اليومية أوالمقالات اللاذعة وبناء على ما حدث فيها من نقد الآخر بشدة أو لنقول بصراحة ( احتقار أفكار الأخر وتكميم الأفواه ) ومهما كان السبب أو أسباب تلك الأحداث إلا إننا يجب أن نقرأ الآفاق والمغازي المستقبلية لتلك الأحداث التي كان يقودها طيف معين من المجتمع له فكر معين مع الإقصاء التام لغير هذا التيار ولا أصنف الشعب ولا أجزائه.
نعم يعيش معنا تيارات متعددة تتحدث عن أفكارها ولكن الواقع يفرض نفسه فالبيانات والأحداث التخريبية لا تنم عن الوطنية والشهامة، ولكننا نحذر من الطائفية وتقسيم المجتمع إلي طوائف متعددة فكل أصحاب فكر تسموا بمصطلح معين رضوه لا نفسهم لان بلادنا تعيش نهضة علمية كبرى سريعة الخطى تتمثل فيما يبذل على العلم والابتعاث والجامعات وقد بذل الكثير لتشجيع كل الحركات الثقافية ودعم الأدباء وأنديتهم حيث أن هذا الدعم اوجد علاقة تأثيريه إيجابية.
وكم هو رائع أن نحظى في المملكة بفعاليات ثقافية متعددة ولكن تبقى الرقابة أمراً هاماً في منع دخول الكتب العقائدية والملوثة التي طالما أنتظر الأعداء أن يكون دخولها رسميا وتحت عين الرقيب وأن يتم نقل تفاصيل هذه الكتب والتوصية بالاستفادة منها في المشهد الثقافي في المملكة من خلال صحافتنا المحلية أو العالمية التي تنظر للسعودية أنها وجبة صحفية دسمة .
ونكرر أن معرض الكتاب حدث يستحق المتابعة ولكن يبقى أن يكون هناك عين ثالثة تجاه كل ما يدخل وما يخرج من المعرض من كتب عقائدية بائدة وتاريخ مزيف وروايات ساقطة والاهم أن يتعلم شبابنا طرق ووسائل الحوار التي تجعله باحثاً ومثقفاً واعياً بدلاً من الانشغال بانتقاء ما يجب قراءته وما لا يجب، فلا مانع من أن يقرأ الشاب الكتب بكل حرية شرط أن تكون حاضرة في ذهنه العقيدة الصحيحة والعادات والقيم ليكون بحق قارئا بسم ربه الذي خلق ..
ونكرر أننا لا نريد أحد كان من كان أن يثير الفوضى بالتحريض على سياسة الدولة الإعلامية والمطالبة بالانفلات بدعوى البطالة والفقر وحرية التعبير ولو سلمنا أن رفع الرقابة مطلب فهناك طرق مشروعة لذلك ولا يتم ذلك بتأجيج الناس وإثارتهم وتهييجهم أو الخروج على سياسة الدولة الأمنية التي رسمها ولاة الأمر وفقهم الله والمستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
نعم إن مشكلة بطالة الشباب والفقر في المملكة تعتبر من إحدى القضايا الهامة والأساسية والتي أرى أنها قضية وموضوع حساس يلامس هموم كل مواطن .
نعم هناك ساحات جعلت من نفسها معقلا لتلك الصراعات المستقبلية وبداية لأزمة قد تكون مفتعله من أحد الأطراف فالكلمة تجر إلي كلام والكلام يطول وتتبعه إرهاصات من أجل ترسيخ وجود وإبراز أصوات وصور من خلال تلك الأحداث أو المقالات وكأنهم يقولون للمجتمع من خلال تلك الأحداث نحن موجودون وقد يكون الطرف الثاني أنساق ووقع في الفخ الذي حفره لهم أنصار ذلك التيار لذلك أتصور إن أكثر من فرح بهذه الأحداث هم أنفسهم الذين خططوا لتلك الأحداث وسوف يفرح أكثر أعداء الإسلام الذين يقفون ضد الوحدة الوطنية الإسلامية فهم يجدون من الأحداث بين الإخوان فرصة لتصفية حسابات قديمة أو مرسومة دون علم التيارين وقد تكون تحاك ضدهم الدواهي وجعلهم طعما لأعمال انتقالية لتصفية الساحة من الوجود الناضج والحراك المتدفق أو ربما يكون هذا التباين في آراء نقطة ضعف سوف يتغنون عليها كثيرا لذا يجب أن لا نصمت حيال هذا التصرف الذي حدث ويجب الوقوف بحزم ضد هذه التصرفات فالبلد لا زال فيه أمن ونظام وتغيير المنكر إذا وجد مسؤولية ليست مشاعة للكل ويجب المحاسبة لكل من يتسبب بهذه الفوضى فنحن ولله الحمد لم نصل إلى هذه الدرجة من عدم القدرة على الانضباط ولست أطالب بقمع الحريات لكن الحرية المطلقة مرفوضة التي تتناول وتفعل كل شيء حتى المسلمات فلا أريد حرية الغرب التي تسمح للناس بالمشي عرايا من باب الحرية الشخصية، وأشهد الله أننا مجتمع مسلم محافظ إلى درجة كبيرة، وقراءة الأحداث المشابهة في بعض الدول القريبة منَا قراءة متأنية مستقبلية مع التنبيه على خصوصية هذا المجتمع وطبيعته التي جبل عليها وترعرع بها فالثقافة الإسلامية مليئة بالاجتهادات ولكل مجتهد نصين وتعدد الآراء لا يفسد للود قضية .
بقى فى الختام ان نقول ان هناك الكثير ممن يمكن أن يسمى نفسه ابننا للوطن لكن هناك عدد من الابناء عاقون نسأل الله لهم الرجوع الى طريق الحق ..
هذا ما تيسر ذكره مما علق بالذهن ذلك حفظا للواقع وبيانا للحقيقة وكشفا للشبهة ...

الاثنين، 31 يناير 2011

عذراً جده ..




عذراً جده ..
عذراً جده قد كنا في غفلة حين استل المجرمون رماحهم ليطعنوا خاصرتك بمشاريعهم الوهمية.
عذراً جده فلن يقف بعد اليوم رجال جدة مكتوفي الأيدي.
فكلنا اليوم جدة ...
جدة يا مدينة الفرح والنور رأيتك بالأمس حزينة باكية فأنت أكبر بكثير في عيون شعب المملكة.
عذراً يا أهالي جدة ، يكفينا فخرا بكم تخرج ما يقارب 700 حافظاً سنويا للقرآن.
عذراً يا أهالي جده، فأنتم من حصلت يوماً ما على اكبر أنشطة دعوية في المملكة.
عذراً أهالي جده يوم مات أبنائكم غرقاً وصرح المسئولين بكل بسالة وبابتسامة عريضة أن أحيائكم أحياء عشوائية وان المشاريع حتى الآن قائمة.
عذراً يا أهالي جده، فليس لنا ذنب بما حصل في جدة من كوارث طبيعية ووو.... .
يعلم الجميع أننا لا نطالب إلا بكرامة المواطن السعودي .نعم نريد حل سريع وعاجل من القيادة فنحن نعلم أن الفساد ظاهرة مرضية واجتماعية تهدد كيان المجتمع وتعرقل مسيرته وتعطل بنيانه, وتساعد على تكريس ظاهرة الفقر والقهر والتخلف وتنشر العنف , وتفتت المجتمع وتقطع أوصاله وتنخر قوته المالية وتهدد قدرته الاقتصادية .
نعم نحن في جدة لم يخطر ببالنا أننا شعب متناقض نقول ما لا نفعل و نفعل ما لا نؤمن به و نصدق كثير مما يقال بدون تثبت.
فبعيداً عن جلد الذات بسياط القسوة فاني وجدت كثيرا من المتناقضات بين ما يقال ويصرح به في الإعلام وما يشاهد على ارض الواقع أو بالأصح بين المعاينة ونقل اخبار المعاينة و بين الفعل وردة الفعل .
نعم يا أهل جدة إن أحداث العام الماضي تكررت الآن من غرق ودمار و و و ، مع أن التغطية الإعلامية اضعف بكثير من العام "لوجود مقص الرقيب" فأقول بما أن كل شي تكرر فهذا يعني انتظار مكافأة لمن لا يعمل كما حصل في العام الماضي .!
يا جده حسب معلوماتي المتواضعة ، أنه في كل دول العالم ( تقريبا ) في حالة الطوارئ والكوارث الطبيعية ، يتم تجنيد جميع القوى والإمكانات المادية والبشرية ..
في القطاع الحكومي ، والخاص وفي حالتك أنت لم أرى إلا " وايتات " الصرف الصحي تقوم بشفط المياه الراكدة ..
أين البنية التحتية التي قد وقعت عقودها منذ أكثر من ثلاث سنوات ؟؟ أين ...؟؟؟
وحدك يا جده لا يوجد لديك خطة كوارث يتم تنفيذها عند الحاجة إليها وتستمر هذه الخطة حتى تنتهي مشاريع البنية التحتية وإزالة الأحياء العشوائية وتطوير المدينة كما يزعمون!! .
يا خادم الحرمين حفضك الله بالأمس القريب شكلت لجنة لمحاسبة المتسبب ومجازاته جراء نفس المشكلة واليوم بعد مضي عام، نفسك تصدر قرار ملكي بتوفيع كل الوسالئل وتشكيل اللجان، وتزداد الكارثة عمقاً ومدينتي جدة مازالت تتألم والمواطن محاصرا والأجانب في مدينة جده يتندرون على هذه المدينة ومصيرها المحتوم فعذراً جده فحالتك حالة مرضية تمر بها المجتمعات عامة والمجتمع العربي بشكل خاص, وذلك لوجود التهميش المتعمد لشرائح المجتمع وطاقاته الفعالة.

الأربعاء، 7 يوليو 2010

الفتوى العارمة ..


قد تهاجموني جميعكم، وقد يتهمني البعض بألقاب عديدة ولكن ذلك لن يغير من قناعتي شيئا، فدعوني أبوح لكم بأنني ضد ما يحصل هذه الأيام من اختلاط الحابل بالنابل في ساحة الإعلام الديني.

نعم تكررت تحذيرات العلماء الكبار من اختلاط الحابل بالنابل في ساحة الإعلام وطالبوا بتطبيق الآية القرآنية الكريمة : “فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”، ومناشدتهم بقصر الإفتاء في أمور الدين على أهل الاختصاص أملاً في وضع حد لهذا الجدل الفقهي الذي تشيعه القنوات الإعلامية ليل نهار، وأصبحت هذه البرامج مصادر ثراء لها وأدة لترويج ما بعد البرنامج، ومع ذلك فإن سيل الفتاوى المتضاربة والمثيرة للجدل التي تتجاهل واقع الناس وسماحة ووسطية الدين الإسلامي الحنيف لا يتوقف، على الرغم من مخالفتها لآيات قرآنية وقواعد فقهية متعارف عليها منذ قرون.وفي السنوات الأخيرة، وفي ظل انحسار سلطة الدولة وسيطرة فئة من المجتمع على الإعلام ،وكثرت أعداء الدين وأعوانهم في الداخل والخارج الذين أصبحوا يحرضون على إنهاك الدين الإسلامي من خلال اختراقات للعلماء والدعاة, وللأسف كل هذه الاختراقات وهذه الفتاوى صناعة إقليمية مدعومة خارجياً ( من حيث لا يعلمون) لتعزيز المثل المعروف ( فرق تسد ) وذلك من خلال اندفاع العديد من طلبة العلم إلى إلقى الفتاوى الدينية التي لا ينبغي أن تقال للعامة، وأصبحت الفتاوى الغريبة هي ما تجتاح آذان وعقول الناس من دون استئذان، تحلل وتحرم حتى اصدم الناس في أمر هذه الفتاوى كونها تنتشر انتشار النار في الهشيم بسرعة فائقة وفي مدى واسع من الناس، فالناس يجلون كل من يحمل لقب "شيخ"، لا يفتشون في ماضيه العلمي الفقهي، ولا يسألونه عن مصادر فتاواه، ولا يفرقون بين الفتوى والرأي.وقد زاد من حدة هذه الفوضى الإفتائية انتشار الشيوخ نجوماً على شاشات الفضائيات، وانتشار هذه الفضائيات في غالبية بيوت الناس، فصارت الفوضى أوسع نطاقاً، تأتي الناس من أمامهم ومن خلفهم، ومن الأرض ومن الفضاء.

لذا فالفوضى الإفتائية مستمرة أرضياً وفضائياً، والعين ترى والأذن تسمع والقلب يحفظ والعقل يتلقى ما يتلقى عاجزاً أمام إجلال "الشيخ" وتوقير "البشت" عن السؤال عن هذه الفتوى ودليلها!قبل هذه الموجة من الفتاوى، كان المثقفون يطالبون بفتح باب الاجتهاد في أمور الدين، وكان الباب مغلق لوجود علماء ربانيين يرفضون التلبيس على العامة، وانه لا يجوز الخروج على فتاوى السلف الصالح، وفجأة انفتح الباب على مصراعيه غير أن التدبر في الظاهرة يؤكد أن ليس ثمة مفاجآت فالتطور التقني الفضائي هو السبب، هذا التطور الذي طرح في السنوات الخمس الأخيرة حزمة من بدائل غير مقيدة بأية قيود، فالإنترنت بديل عن الصحافة، والفضائيات بديل من القنوات الرسمية... وهكذا حدث ولا حرج.

وهذا السيل المنهمر من الفتاوى الدينية يعده البعض "صحوة دينية" لكن ما يؤخذ عليه حقاً ابتعاده عن الدين الحق واستخدام هذه الأداة المتخصصة لتحقيق مكاسب سياسية ويعلم الجميع إن هذه الصدامات العابرة لا تزيد الأمة إلا قوة و ثباتا و رجوعا إلى الحق . والإسلام قوي و يزداد انتشارا في كل أرجاء المعمورة.

والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا يحدث في المملكة حتى أصبح العلماء يتصارعون ولا نعرف ما هو السبب الذي أدى إلى تصارعهم فيما بينهم بسم الدين ؟؟ والله إنني محتار في أمم بلغت من العلوم ما بلغت ونحن المسلمين أصبحنا نتقاتل و نتخاصم في مسالة إرضاع الكبير و الغناء بالمعازف أو بدونها.

لقد حذرنا رسول الله صلى الله وسلم من المتفقهين في الدين كما أوصانا أن نأخذ تعاليم ديننا الحنيف من العلماء الربانيين الذين يحيطون بالدين من جميع جوانبه، لذا لزاماً الأخذ على أيدي هؤلاء الطلبة، وقصر الإفتاء في أمور العامة على المجامع الفقهية ودور الإفتاء في عالمنا الإسلامي لمواجهة تلك البلبلة والتصدي لسيل الفتاوى المثيرة للجدل التي تبثها القنوات الفضائية.

الخميس، 18 مارس 2010

كارثة .. وأزمة .. في آن واحد !!


تصعب الكتابة التحليلية في وقت الأزمة، فالكلمات المكتوبة قد تفقد الحدة معناها، وبالتالي شيئاً من قصدها، عندما تجد نفسك في ارض الحدث تصف التصرّفات الإنسانيّة الحقيقية التي تمارس على ارض الواقع ، بينما هذه التصرفات تتغيّر، مع تغيُّر طبع البشر في لحظة الأزمة وسماع أخبارها ومشاهدة صورها الدامية ، فمفهوم الكوارث لدينا تغير في السنوات الأخيرة عن المفهوم السابق نتيجة لحدوث العديد من الكوارث الطبيعية تضمنت براكين وزلازل ومواجهات راح ضحيتها العديد من الأرواح وأصبحنا لا نفرق بين الأزمة والكارثة .

وعلى البعض أن يفكر جدياً .. ويستعد .. سواء للفيضانات أو لزيادة منسوب المياه أكثر من اللازم ..

وليس بالضرورة أن يكون التغير الجوي أو المناخي قد يجلب معه بعض السلبيات ..

وإن اقل شيء نفعله الآن هو أن نسال أنفسنا هل أهلنا أولادنا في حال غيابنا هل يمتلكون من الشجاعة بما يكفي للتصرف الايجابي !!ويعلم الجميع أن الكارثة حدث مفاجئ غالبا ما يكون بفعل الطبيعة ، وتشارك في مواجهته كافة أجهزة الدولة المختلفة .

والكارثة هي اضطراب مأساوي مفاجئ في حياة اي مجتمع..

وتقع بمنذرات بسيطة أو بدون إنذار وتسبب الوفاة أو الإصابات الخطيرة أو تشريد أعداد كبيرة من أفراد هذا المجتمع وتفوق قدرة وإمكانات أجهزة الطوارئ المختصة .وتتوالى الكوارث علينا وتضرب بنا في كل اتجاه وتثير من الأتربة والرمال والمياه ما يغلق العين والأذن وحتى الحياة فلا نرى ولا نسمع صوتاً لإنجاز ولا بريقاً لنجاح في ظل عدم إجادة التعامل مع الكوارث والأزمات.

وقد تؤدي الأزمة أو الكارثة إلى تشويه سمعة البلد بشكل عام خاصة إذا ما كانت مفتعلة كالأزمات الإدارية الخانقة المتمثلة في الفساد الإداري أو المالي أو تخلف الأنظمة مما يمكنها من التأثير سلباً على البلد .

ولا يخفى على المتابع لسير الأحداث في جدة ما للكارثة التي حلت بها من دور في تاريخ المجتمع هناك سواء على صعيد الهدم أو التشريد أو الإنقاذ أو تذكر تلك الصور المحزنة ، وبقراءة متأنية لدور الأزمة الإدارية التي حلت بسببها الكارثة يقضي بنا إلى تلمس خيط يقودنا إلى حقيقة مفادها أن الأجهزة الحكومية ومؤسسات الدولة التي اعتمد الهرم القيادي فيها على فرق خاصة وقلة كفاءة في التعامل مع الأزمات أدت إلى افتعال أزمة في المحافظة من حيث لا يعلموا، وذلك بتفعيل الصراعات بين المؤسسات والوزارات وذلك برمي تهم التقصير كلاً على الآخر .

ومن المعلوم أن الكوارث والأزمات لا تقع من تلقاء نفسها كما أنها لا تحدث فجأة إنما هي نتاج تداعيات وتراكمات وإهمال وتجاهل وغفلة وتبسيط للأمور، وفوق كل هذا هي نتاج عدم تطبيق الأساليب العلمية الحديثة لاكتشاف الأزمات قبل وقوعها وعدم التعلم من الأزمات الواقعة القديمة ودراسة مسبباتها قديماً .

إلا أن العنصر البشري سيظل النقطة المفصلية في علاج المشكلات وكذلك في حسم المواقف الإدارية وغيرها والتعلم منها.

ولعل الكارثة التي واجهت محافظة جدة ووفاة أكثر من 115 أشخاص حتى الآن عدا الدمار الهائل الذي أصاب أحياء بأكملها نتيجة السيول الجارفة تجاوزت آثارها كل حدود أو مدى، نظراً لما ترتب عليها من تبعات وردود أفعال وضعف مستوى التنسيق حيث أن قيادة واحدة حاكمة وقادرة ومؤهلة تستطيع أن تتفادى وقوع الأزمات، وتستطيع أيضاً أن تتنبأ بها وتتعامل معها بحكمة وحنكة، في حين أن القيادات المتعددة غير المؤهلة إدارياً أحياناُ هي ما تدفع الأمور البسيطة إلى السطح وتصعد من الصراعات والخلافات بما قد يلهب المواقف والمشاعر ويحولها بين يوم وليلة إلى أزمة أو كارثة، وحتى لا يسلك الألم المتولد من الأزمة مساراً مغايراً بحيث لا يمكن التنبؤ به، فهو يزداد ببطء في مرحلة ما قبل الأزمة، وقد يصعب علاجه في حال الأزمة، لذا فإنه يجب أخذ العديد من الأقراص التي تكافح الأزمة منذ دوي ضجيجها في ارض الحدث حتى وقوعها ومعالجة آثارها الباقية بروح الفريق الواحد بعيدا عن اللامبالاة لنتفادى حدوث كوارث قادمة كالأوبئة والأمراض وتكوين العصابات.

أملنا في الله ثم بقيادة حازمة تخرج عن المألوف لتبني وطن المساوات والعدل والمراقبة، وليذهب الذين يريدون أن يختزلوا مصالح الشعب لحسابهم الخاص ، فنريد أن نعيش في وطن يحترمنا كما نحترمه .

وادعوا للجنة المشكلة لتقصي الحقائق بالتوفيق والنجاح في كشف المقصرين ومعاقبتهم ..

كما أتمنى أن لا تنصب الجهود على تقصي الحقائق السابقة بل الاستفادة العاجلة مما يمكن تقديمه للمرحلة القادمة ..

يكون ذلك أولا بأول لمساعدة السكان والأماكن المنكوبة وذلك من خلال تعويض أثاثهم ومساعدتهم في إزالة الوحل والأتربة والمياه من أمام منازلهم .

" معرض الكتاب ومتغيرات العصر "




تعيش بلادنا العزيزة نهضة علمية كبرى سريعة الخطى تتمثل فيما يبذل على العلم والمكتبات والمؤسسات العلمية وقد بذل الكثير لتشجيع كل الحركات الثقافية الهادفة إلى إحياء التراث ووجود علاقة حتمية بين نهضة التعليم من جانب ونهضة الحياة الثقافية بصفة عامة والأدبية بصفة خاصة من جانب آخر أمر لا يختلف عليه عاقلان ، ولاشك في أنها علاقة تأثرية إيجابية .انه أمر رائع أن نحضى في المملكة بمعرض دولي للكتاب والأهم أن يكون له تواجد على الساحة الثقافية العالمية وليست العربية فقط.

وأعتقد أن الأخوة المنظمون يسيرون على الطريق الصحيح فهي المرة الأولى على ما أعتقد التي يتم فيها تسليط الضوء على معرض للكتاب في المملكة بهذا الشكل الموجود كما أن تخصيص موقع للمعرض على شبكة الانترنت بلغات عالمية يحتوي على خدمات ومعلومات وارشادات واضحة سيكون عاملاً فاعلاً للتواصل مع هذا الحدث.

ولكن تبقى الرقابة أمراً هاماً في منع دخول الكتب العقائدية والملوثة التي طالما إنتظر الاعداء ان يكون دخولها رسميا وتحت عين الرقيب وأن يتم نقل تفاصيل هذه الكتب والتوصية بالاستفادة منها في المشهد الثقافي في المملكة من خلال صحافتنا المحلية والعالمية التي تنظر للسعودية انها وجبة صحفية دسمة .ونكرر أن معرض الكتاب حدث يستحق المتابعة ولكن يبقى أن يكون هناك عين ثالثة تجاه كل ما يدخل وما يخرج من المعرض من كتب عقائدية بائدة وتاريخ مزيف وروايات ساقطة والاهم ان يتعليم شبابنا طرق ووسائل القراءة الجيدة وكيفية اختيار الكتاب الجيد التي تجعله باحثاً ومثقفاً واعياً بدلاً من الإنشغال بإنتقاء مايجب قراءته وما لا يجب فلا مانع من أن يقرأ الشاب الكتب بكل حرية شرط أن تكون حاظرة في ذهنه العقيدة الصحيحة والعادات والقيم ليكون بحق قارئا بسم ربه الذي خلق ..

فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في عصره ( إن من المسلمين من لو شكك في دينه لشك ) هذا في زمنه زمن قوة الإسلام واهله ويقول هذا الكلام فكيف بزمننا هذا الذي تهيمن فيه القيم والأفكار الغربية الكفريه والمغلفة بإغلفة منمقة والكثير من المسلمين ليس لديه المناعة الفكرية التي تحميه من اللوثات والتسممات الفكريه التي تصيب الكثيرين من أبناء المسلمين.

ونكرر أننا لا نريد أحد كان من كان أن يثير الفوضى بالتحريض على سياسة الدولة الإعلامية والمطالبة بالانفلات بدعوى حرية التعبير ولو سلمنا أن رفع الرقابة مطلب فهناك طرق مشروعة لذلك ولا يتم ذلك بتأجيج المكتبات بالكتب المخالفة وإثارت الناس وتهييجهم او الخروج على سياسة الدولة الإعلامية التي رسمها ولاة الأمر وفقهم الله والمستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

هذا ما تيسر ذكره مما علق بالذهن ذلك حفظا للواقع وبيانا للحقيقة وكشفا للشبهة ...



سدد الله الخطاء وبارك في الجهود والله من ورى القصد ،،،

الجمعة، 14 أغسطس 2009

شقة مازن ورواية الحرية !!



من المعروف أن الرواية يشرع صاحبها في كتابتها لهدف اجتماعي أو ديني ليجسد من خلالها معالجة مشكلة اجتماعية إن كانت ظاهرة ، أو التأكيد على مبدأ جليل .

ولابد أن من يكتب الرواية يجب أن تكون ثقافته ذات صلة عميقة بمجتمعه بحيث يستمد الفكرة الأساسية من ملاحظاته اليومية،أو معايشته لمشكلة ما .إضافة إلى عدم تأثر كاتب الرواية بظواهر اجتماعية عابرة نالت إعجابه في مجتمع منحل هنا أو هناك وعليه أن يراعي ثقافة الآخرين.

ولكن وبأسف شديد نجد كتاب الرواية السعودية يعتمدون على الاقتباس من روايات أخرى مترجمة أو الرجوع إلى أفكار مستمدة من خيال أفلاطون الفلسفي ومدنه الفاضلة. فنجد أغلب الروايات تتضمن مبادئ فلسفية لا تعدوا كونها منقولة حرفيا من روايات أخرى أو أنها تحاكي فكر لا يعتمد على الإسلام كمنهج حياة .
ومما لا شك فيه أن الآداب ارتبطت بالقيم، ولكنها لم تعرض القيم بطريقة مباشرة، إنما تقوم بتمثيلها، وبالرغم من أن المشهد الروائي في السعودية، شهد ازدحاما في عدد الروايات ، إلا أن مواهب الإبداع الروائي تفتقت لدى الروائيين السعوديين .
حيث أن بعض الروايات السعودية قد جرت إلي المخفي والمسكوت عنه وذلك لقلته أو لمعايشة بعض حالاته هنا أو هناك ، وبطرق قد تكون عند البعض فضائحية، ولكن هي من الصور التي يمكن أن تكون وربما كانت، فالروائي فنان له حقه في الخيال والإضافة بشكل فني، يمكنه من أن يوصل فكرته ورأيه في واقعية، وأمانة في صور وشرائح مجتمعه من الجنسين.
ومع ذلك فإن بعض الممارسات الروائية تكاد تكون متجنيةً على قيم المجتمع وذوقه، ولا يحدثُ هذا إلاّ حين يكتب الرواية مدَّع ٍ للفنِّ الروائي، غيرُ محسنٍ لأداته الساحرة.
ولا يعني هذا أن كل قيم المجتمع السائدة لا تقبل النقض والصراع ولكن الإسلام رفع من قيمة الإنسان وكرمة وقدرة فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .
فالراصد لما كتب في الفترة الأخيرة من روايات لا يجد إلا قضايا الجنس فهي المادة الفعالة بين اسطرها ، والتي تجعلك تظن أحياناً أنها الدافع الحقيقي وراء روايات كتبت بالفعل من أجل هذا الغرض، وهدفها تحقيقًا للشهرة أو رغبة في التمرد أو تجاوزا للخطوط الحمراء، فإذا فتشت في البعد الفني للرواية أدهشتك هشاشة الموضوع، ونؤكد هنا على أن النقد لا ينبذ توظيف أي دور داخل الرواية، إنما ينفر من الطرح الصريح بفجاجة لأنها لا ترتكن إلى موهبة كتاب يدعمها التخيل الإبداعي وهذا ما ينبغي أن يعيه الجيل الجديد من الكتاب الذي اندفع للكتابة من دون خبرة تؤهله لمخاطبة المتلقي ، ويتساءل الكثيرون عن سبب هجمة الرواية في الآونة الأخيرة على كسر الحواجز!
لذا فإن علينا الاعتراف بدور سياسة الحجب والمنع التي مارست قمعها للكتّاب وأدى هذا الكبت إلى رغبة جامحة في البوح من دون اعتبارات للمجتمع وقيمه، فالحرية هي الضمان لإبداعٍ حقيقي، لكنها لا تعني أبدًا الخروج عن القيم والمبادئ السليمة، إنها الحرية المسئولة التي يعيها المبدع ويتحرك في إطارها، وتطرح رؤيته بموضوعية لا تتعارض مع الإبداع، ومن دون تلك الحرية المسئولة ستغرق الرواية الجديدة في سيل من التمرد تحت مظلة الاسم المستعار.
ومن يكتب أمثال هذه الروايات ويسوقها سيؤثر جزماً بشباب المجتمع وشاهدنا إفرازاتها في المجتمع كثيرا ، وما قام به ( الشاب مازن عبدالجواد وزملائه ) إلا صورة مماثلة لرواية قرائها وحاول أن يعيش احد فصولها .
لذا وجب وجوباً على المجتمع بكافة أطيافه ومؤسساته أن يضع حدا لما نواجهه من تغريب ونشر للرذيلة.
واعتقد انه حان الوقت الآن للتحرك الحكومي ضد التطرف العلماني أسوة بجميع دول العالم التي رفضت الانصياع للعولمة المسمومة ، إذ يجب على الحكومة اعتبار هؤلاء إرهابيين ويجب مطاردتهم ومناصحتهم وتأديبهم وعدم السماح بتوليهم مسؤولية المنابر الإعلامية .
كان الله في عون الجميع وحمانا من مكر الماكرين ..


الخميس، 9 يوليو 2009

السياحة ودور المواطن...


اختلف كثير من المهتمين والمتابعين والمشتغلين بأمور السياحة في بلادنا حول أهمية السياحة الداخلية ، فالبعض أكد على أهميتها والبعض الآخر قلل من أهميتها والبعض شدد على ضرورة الاهتمام بهذا المردود الاقتصادي، فالسياحة الداخلية كما يقول بعض خبراء السياحة يمكن أن تؤدي إلى حل مشكلة البطالة وتزيد من دخل كثير من الأسر الفقيرة ويمكن أن تكون رافداً مهماً من روافد الاقتصاد في المرحلة القادمة ويمكن أن تسهم إذا وجدت الاهتمام المناسب لها من الجهات ذات العلاقة بأمور السياحة بأن تكون الأمل القادم لتنوع الاقتصاد الاجتماعي .
وحيث يلجأ الكثير منا للسفر إلى خارج المملكة ولكننا نفاجأ بأن تلك الدول سواء عربية أو أجنبية لا تختلف فيما لديها من مناطق ومراكز سياحية أو ترفيهية، سواء من مبان أو أسواق أو فنادق عما تزخر به مدن المملكة، إلا أن الشيء الوحيد الذي نفتقده هو تعاملنا واحترامنا وحبنا كمواطنين لبعضنا بعضا ولإخواننا من الدول الصديقة وافتقادنا احترامنا للأنظمة والقوانين. وحبنا للتدخل في حريات وخصوصيات الآخرين، وكأننا أوصياء عليهم .
فالسياحة هي القطاع الوحيد الذي يتعلق بكل الناس وفي أي بلد... فالسائح ومنذ لحظه دخوله المدينة التي يقصدها تبدأ العلاقة بموظف الفندق والعاملين فيه، ومن ثم الأسواق، وكل واحد من أولئك يمكن أن يعطي للسائح انطباعاً سلبياً أو ايجابيا عن مدينته ، وبالتالي كلما كان وعي المواطن بأهمية دوره ، وبضرورة هذا الدور وتفعيله لصالح السياحة ، كلما أنعكس ذلك زيادة في أعداد السياح و إنفاقهم وبالتالي انعكاس إيجابيا على الوطن واقتصاده...
لكننا للأسف نلاحظ وفي الكثير من المدن افتقاد المواطن للوعي بأهمية دوره في تطوير قطاع السياحة من خلال تعامله غير الحسن مع السياح، وكل ذلك يؤثر سلبياً على انطباع السائح عن البلد الذي يزوره في الوقت الذي كان يمكن أن يكون فيه سفيراً لهذا البلد الذي زاره، لكنه وأمام ما يعانيه ويعايشه من سلبيات يمكن أن يصبح بوق دعاية معادٍ له مما يفقد البلد سمعته، ويمتنع السياح عن زيارته!..
لذلك مطلوب أن يكون للمواطن دور، وهذا يعني ضرورة نشر الوعي السياحي بين مختلف شرائح المواطنين بأهمية دورهم وما يمكن أن يؤدونه في خدمة القطاع السياحي ..
والمسألة الأخرى التي يمكن الحديث فيها في هذا المجال هي أننا وعندما نجد حفرة في شارع يؤدي لمنطقة سياحية، أو افتقار هذه المنطقة لبعض الخدمات، أو عدم الاهتمام بالنظافة...إلخ، نسأل:أين الهيئة العامة للسياحة ؟..
مع أن الهيئة العامة للسياحة ليست المعنية بخدمات النظافة، أو الحفاظ على البيئة، أو تسوية الطرق والأرصفة أو غير ذلك من قضايا خدمية هي مسؤولية البلديات، مع ذلك نسأل... ونكرر السؤال: أين الهيئة العامة للسياحة ؟..
أيضاً إذا لم تكن المواقع السياحية مخدومة وفيها ما يمكن أن يلبي حاجة السائح أو الزائر، نكرر السؤال: أين الهيئة العامة للسياحة ؟...
مع أن هذا يمكن أن يكون من مهام مديريات الآثار والبلديات معاً!..
لذلك من المهم أن تأخذ كل تلك الجهات دورها من خلال القيام بواجبها الذي يتكامل مع دور وواجب المواطن... ودور الهيئة العامة للسياحة...
لكن هل يكفي أن نقول أن على المواطن أن يأخذ دوره وعلى الجهات البلدية أن تأخذ دورها، وعلى غيرها من الجهات أن تأخذ دورها أيضاً ونكتفي، أم يجب أن يكون ثمة دور الهيئة العامة للسياحة ، وإمارات المناطق وأماناتها ومجالسها البلدية المغيبة تماما عن هذه المهمة ؟!.. كيف؟..
لذا لزاما أن تبادر الهيئة العامة للسياحة بالتعاون مع المواطنين واماراء المناطق لنشر ثقافة الوعي السياحي سواءً من خلال الإعلان، أو من خلال دورات تطوعية، كذلك يمكن لرجال الأعمال والغرف التجارية أن تساهم بدورها في تأهيل المواقع السياحية على سبيل المثال، لكن من المهم تعميم ذلك كي يكون لكل مواطن دور، ولكي ينعكس ذلك على الوطن... وعلى السياحة، فتسمو سمعة الوطن، وتزدهر السياحة .
إذ لابد أن يكون دورنا أساسي ونتعايش مع بعضنا البعض كما نفعل في الخارج .
ويبقى السؤال الكبير :
فهل يغير هذا الصيف تفكيرنا ويغيرنا للأفضل ويساعدنا على إلغاء فكرة السفر ..

والهروب من الوطن!

أم نبقى والصيف ضيعت اللبن!

الجمعة، 19 يونيو 2009

الأمير نايف وحراس الفضيلة ..

لقد قامت هذه البلاد وتأسست على التوحيد ولذلك فليس بغريب أن توجد هيئة متخصصة حكومية للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحماية للمجتمع والفرد .
ولكن المستغرب أن نرى فئة من مجتمعنا لا همَّ لهم إلا الكلام على الهيئات ورجالها، والتندر بهم وسرد الحكايات الوهمية والقصص المزعومة عن رجال الهيئة كما يدعى ويصور.. ويغيب عن هؤلاء الذين أطلقوا لألسنتهم العنان دور رجال الهيئات وأي بلاء يدافعون وأي فساد عريض يواجهونه، وأي إنجاز ضخم حققوه للمجتمع.
فلقد سرني تلك الكلمات المباركة للأمير نايف بن عبدالعزيز خلال رعايته حفل تدشين مشروع الخطة الإستراتيجية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن النكر التي تابعتها الصحف الرسمية والمنتديات وما صرح به من شكر لرجال الحسبة ومباركة جهودهم ودورهم في القبض على مروجي الخمور والمخدرات ودورهم في تغيير ثقافة الشباب .وقد لا نشعر بجهدهم لأننا كفينا مؤنة ذلك فلم نتجرع مرارته، مع العلم أن إنجازات رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنجازات ضخمة لا يشك أحد أنها فوق إمكانياتهم وفوق قدراتهم، ويكفي أن نرى أسواقنا مثلاً كيف كانت قبل سنوات مضت ثم بعد جهود الهيئات حتى أن النساء أصبحن يؤمن على أنفسهن، ولست بصدد سرد إنجازات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهل أذكر لكم محاربتهم للأفلام الممنوعة التي لو تيسرت لشبابنا لما استطعنا مقاومة أثرها الهادم؟! وهل أحدثكم عن مصانع الخمور التي يقبع خلفها بعض الفاسدين والتي تمسك بها الهيئة، كذلك المخدرات التي يقاومها رجال الهيئة بمعونة رجال مكافحة المخدرات ! ترى هل أحدثكم عن معالجة رجال الهيئة للانحرافات الخلقية وكيف نذروا أنفسهم للإصلاح أولاً ثم الحماية ثانياً، وكم فوت رجال الهيئة الفرصة على ذئاب يريدون اغتيال عفة فتاة بريئة، كم من قضايا أخلاقية عالجها رجال الهيئة بالستر على أعراضٍ وعوراتٍ بالتعاون مع الجهات المسئولة فحموا بيوتاً كادت أن تنهار!انظروا إلى رجال تائهين كان المجتمع لا يعرفهم إلا بالفساد وبفضل الله عز وجل ثم رجال الهيئات ومحتسبي الدعوة تحولوا إلى نعيم الهداية ورجالها، فكم من ليلة ينام هؤلاء الوالغين ملء جفونهم ورجال الهيئة في ملاحقة شقي عابث، يسهرون ونحن نائمون، فما أحسن أثرهم على الناس. أما الأخطاء فإنني لست أنكر من خلال حديثي وقوعهم في أخطاء يسيرة هم وإدارتهم دائماً حريصون على تلافيها ولكني أسائلكم إخوتي : مَن مِنْ الناس يعمل ويسلم من الخطأ؟! إن أية جهة أو دائرة حكومية لا يمكن أن تسلم من الخطأ وأي مدير أو مشرف لا يمكن أن يزعم العصمة من الخطأ لموظفي دائرته أو مؤسسته، ولكننا مع ذلك نكبر أخطاء الهيئة وننظر إليها بعين نغفل هذه العين ذاتها عن أخطاء جهة أخرى، ومع كل ذلك يأتيك فئة من الناس من الراكنين ومن لا هم لهم إلا نعت رجالات الهيئة والحديث عنهم وتضخيم أخطائهم وإغفال محاسنهم، أو تأتيك فئة أخرى من الناس يطالبون الهيئة ورجالها بأدوار فوق طاقتهم وفوق إمكانياتهم وتتجاوز صلاحياتهم، وقد تجد فئة من الناس لا ينظرون إلى الهيئات على أنها جهة حكومية بل ينظر إليها وكأنها جمعية خيرية أو أهلية لا تجد توقيراً منه. إن هذا النقد غير البناء ليس دليل خير في أي مجتمع من المجتمعات، ولا يبغض رجال الهيئة المخلصين إلا شخص قطعوا عليه شهوته، أو جاهل بما يضره في دينه ودنياه.إننا في مجتمع تأسس على الخير والحق ونشأ على الخير وأحب الخير وأهله ودعاته، ولذلك فمن الغريب جداً عليه أن يوجد فيه مثل هذا الكيل لرجال نذروا أنفسهم وأوقاتهم لخدمة هذا الدين .وكم أتمنى من مبغضي الهيئة وأعداءها حزم الحقائب والتوجه إلى بلدانهم الأصلية فليس لهم مكان بيننا ..

الأربعاء، 15 أبريل 2009

يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!!


يقولون ( شر البلية ما يضحك )
نعم أصبحنا نراء السطحية قد أصبحت سمة - للأسف - تغلف كل ما يحيط بنا وتزداد انتشارا كلما زادت وسائل الإيصال تقدما ونحن وللأسف الشديد ربما نكون أكثر المجتمعات سطحية في العالم ولكن سطحيتنا تختلف عن سطحية أي مجتمع لأننا لا نستفيد من الماضي .
فكل ما عليك هو أن تقحم نفسك في أي فكرة دينية أو اقتصادية وفي أي شيء تريد أن تحقق مبتغاك فيه فتنجح نجاحاً باهرا بشرط الإقدام وعدم الخوف من العواقب لأنك أمام الإفلات من المحاسبة أو المحاسبة بعد سنوات من الضحك على العقول وعلى مرائ من العالم .
والمجتمع السعودي مثله مثل أي مجتمع في العصر الحديث له سطح وله جوهر، له أبعاد وله مستويات وتختلف النظرة إلى المجتمع السعودي باختلاف الناظر إليه فعلى سبيل المثال، يتمتع أصحاب الفكر البسيط بنظرة شديدة التبسيط للمجتمع المحافظ، وربما أيضاً شديدة الإجحاف فتسيطر على هؤلاء نظرة المجتمع الذي يتميز بلقب "عامي" أو " ساذج بالفطرة ". والبعض لا يريد أن يستخدم عقله ولو لوهلة بسيطة ، فكل شخص عامي هو تابع لغيره دون أن يمرر الفكرة على عقله ، و الحديث هنا عن قضية أكبر من هؤلاء العاميين ومن على شاكلتهم ، ألا وهي قضية سطحية المجتمع نفسه، فمن البديهي والمفروغ منه أن وجود البسطاء أو أصحاب الفكر التبسيطي لا يعيب ولا يضر المجتمع بشئ، طالما أن أحكام هؤلاء لا تترجم إلى سلوك يتسم بدرجة ملحوظة من الحضور في الواقع، وإنما يضرها وبشكل أساسي سطحيتها هي نفسها.
نعم خسرنا في استثمارات البيض وبطاقات سواء والمساهمات العقارية والأسهم وغيرها الكثير والمشكلة في خسارة مثل هذه المشاريع ليس فقط خسارة المستثمرين لأموالهم ولكن خسارة الوطن لأموال مواطنين لا يملكون قوة يومهم الآن ، ولست في هذه العجالة - بصدد الحديث عن المشاريع الوهمية والأساليب الدنيئة التي يقوم بها ارستقراطية المجتمع بكل تفاصيلها وتداعياتها وإنما بصدد التساؤل عن الإجراءات التي اتخذتها الجهات الرسمية للحيلولة دون تكرار هذه المشاريع الوهمية وتدافع الناس بقوة للإسهام فيها وصدمتهم في النهاية لما انتهى إليه وآلت إليه أموالهم .
نعم إن الغموض وتضارب أقوال الجهات ذات الاختصاص يؤدي للبلبلة والتشويش وربما الشك في النوايا، وإن ما حدث خلال الأيام الماضية يسئ لنا كسعوديين .
لذا أرجوا أن يتنبه من بيده الأمر لعواقب مثل تلك القضايا على المجتمع اجمع ، فالثقة في المسئولين قد تهتز وقد تجعل الجميع في قفص الاتهام.
والسؤال المحير إلى متى ستستمر هذه الزوبعة التي تحصد المواطن دون محاسبة رادعة ؟.
وفي النهاية تبقى قصة مكينة الخياطة حالة من الذهول !فالملايين والثروات تهدر وبعض المواطنين يموتون في كل عام من شدة البرد وغير ذلك والمكينة تقدر بآلاف !!!!
وإذا لم يوجد نظام يحمي حقوقنا كمواطنين ، فكيف يعيش المواطن ويحب وطنه؟
ومتى نجد النظام الذي يحمينا كمواطنين من استغلال البسطاء والعامة وجرهم إلى الهاوية وهو الفقر ؟؟
فكيف يخسر المواطنين أموالهم ولم نسمع عن تحقيق واضح ، وعقوبات واضحة مع المتسببين والممررين لهذه الألاعيب، مع أن ولاة الأمر لم يدخروا لا جهداً ولا مالاً بل نجدهم يساعدون البعيد قبل القريب لذا وجب علينا السؤال عن المسئول ؟؟ ومن المتسبب بهذا الفقر الذي يزداد يوماً بعد يوم ؟؟؟؟

كان الله في عون الجميع وحمانا من مكر الماكرين ..

الاثنين، 16 مارس 2009

معرض الكتاب وصراع الأجيال ..




أعلن معرض الكتاب الدولي بالرياض ساعة رحيله مودعا كل مستقبلية على كافة اتجاهاتهم ومآربهم على أمل لقائهم السنة القادمة بالحب والرضاء والجديد من إبداعاتنا القصصية التي أصبحت تنتج خارج الوطن لغزارتها الفكرية !!

ومما لاحظته أن هناك عدد من كتابنا ومثقفينا ومن يكتب في مواقع الفضاء الالكتروني أو الصحف اليومية أو في الأعمدة اليومية مقالات لاذعة وتكون موسمية بناء على ما يحدث فيما يكتبون ويتناولون من نقد الآخر بشدة أو لنقول بصراحة ومهما كان السبب أو أسباب تلك الاحتكارات إلا إننا يجب أن نقرأ الآفاق والمغزى المستقبلي لما سوف يكون للجيل القادم في المستقبل القريب فالمعارض ومجالس الأندية الأدبية والصالونات الأدبية اليومية في عواصم المدن وحتى الصفحات الثقافية في الصحف ووصل الأمر إلي دور النشر أيضا فقد أصبح يقودها طيف معين مرتبط بأعمال أكاديمية مثقل بالهموم ويقوم من خلال علاقاته الواسعة باستضافة عدد من الرموز الفكرية سواء في الأندية الأدبية أو في الأيام الثقافية التي تستضيف رموز معينة لها فكر معين مع الإقصاء التام لغير هذا التيار ولا أصنف الشعب ولا أجزائه نعم عندنا تيارات متعددة تتحدث عن أفكارها هي .

ولكن الواقع يفرض نفسه فالروايات المليئة بالمغالطات والجراءة ألاء محدودة والكتابات الثقافية الفردية لا تنم عن روح الفريق الواحد الذي يبحث عن الإنتاج المميز لهذا البلد وتقدير أهله لدورهم في صناعة السلم والإسلام المتسامح، ولكن نحذر من الطائفية وتقسيم المجتمع إلي طوائف أو فرق أو طبقات متعددة فكل أصحاب فكر تسموا بمصطلح معين رضوه لأنفسهم وأوغلوا في أدبياتهم .

ولكن في تصوري إن تلك الكتابات الصحفية أو الرويات القصصية التي تعرض لها جهاز الهيئة ورجالاته وما صاحبها من ردود واستفهام تعطي إشارة لواقع قد نجبر عليه في الأمد القريب أو المتوسط على الأكثر وهو : صراع أبرز تيارين في المجتمع السعودي على أن تيار يمثل أكثرية وآخر يمثل أقلية وان اختلفت وسائل الوصول بينهم والتي تتفوق فيه كل منهما كلا على حسب علاقاته الاجتماعية بل تصل إلي حد العلاقات السياسية .

والكل يعلم علم اليقين إن ما يحدث في الأدب السعودي ما هو إلا امتداد لبدايات مخجلة للصراع بين هذين التيارين في المستقبل والتي سوف تزداد مع الوقت وكم كانت ساحات المعارك أللفضية بين هذين التيارين ونوقن أن ما حدث ما هو إلا مجرد معارك صغيرة والتي سوف يطول زمنها وتمتد مساحتها وتتنوع ساحاتها إذا ما ألجمت بلجام الفضيلة وإحقاق الحق وهي بداية مرحلة للصراع بين تيارين والمتابع للأوضاع في الدول العربية المجاورة والتي سبقتنا فسوف يلحظ تشابه الأحداث وتطورها

نعم هناك ساحات وأماكن بل قل أشخاص جعلت من نفسها معقلا ومدبرا للصراع المستقبلي وبداية لأزمة قد تكون مفتعله من أحد الأطراف فالكلمة تجر إلي كلام والكلام يطول وتتبعه إرهاصات من أجل ترسيخ وجود وإبراز أصوات وصور ومن خلال قراءتي لتلك الأحداث التي حصلت أو للمقالات التي كتبت خلال المعرض افهم أنهم يقولون للمجتمع من خلال تلك الأحداث نحن موجودون والفساد موجود بكثرة وان استتر بستار العفة، فنحن نفتح هذا الستار ليظهر للعيان وقد يكون الطرف الثاني أنساق ووقع في الفخ الذي حفره لهم أنصار ذلك التيار لذلك أتصور إن أكثر من فرح بهذه الأحداث هم أنفسهم الذين خططوا لتلك الافتراءات والتزوير والبهتان وذلك بنقل صورة مغايرة للواقع أو مفخخة بالكثير من المبالغات على هذا الشعب الذي لم يعرف إلا بالطهر والعفاف ، وسوف تفرح أكثر أعداء الإسلام الذين يقفون ضد الوحدة الوطنية القائمة على مبدءا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يكفره ولا يفسقه، لذا فهم يجدون من الأحداث بين الإخوان فرصة لتصفية حسابات قديمة أو مرسومة دون علم التيارين وقد تكون تحاك ضدهم الدواهي وجعلهم طعما لأعمال انتقالية لتصفية الساحة الأدبية من الوجود الأدبي الناضج والحراك الثقافي المتدفق البناء أو ربما يكون هذا التباين في أراء نقطة ضعف سوف يتغنون عليها كثيرا لذا يجب أن لا نصمت حيال هذه التصرفات الذي تحدث ويجب الوقوف بحزم ضد هذه التصرفات التي تصدر من الخارج وتكتب بلساننا وأسماءنا فالبلد لا زال فيه أمن ونظام وشريعة يحكم بها والمنكر إذا وجد مسؤولية ليست مشاعة للكل ولكن الخير مشاع للكل يتضيئ ظلاله ، ويجب المحاسبة لكل من تسبب بهذه الفوضى الأدبية حتى قرائنا أن هناك من يكتب عنا ممن عمل خدم لدينا كالاندونيسية التي طبعت روايتها الأولى عن السعودية فنحن ولله الحمد لم نصل إلى هذه الدرجة من عدم القدرة على الانضباط في مجتمعاتنا وأسرنا ولله الحمد تنعم بالطهر والعفاف .

ولست أطالب بقمع الحريات لكن الحرية المطلقة مرفوضة التي تتناول وتفعل كل شيء حتى المسلمات فلا أريد حرية الغرب التي تسمح بكتابة كل شي من باب الحرية الشخصية ولكن أشهد الله أننا مجتمع مسلم محافظ إلى درجة كبيرة مهما كتب بالروايات وتكلم المتكلمون ..

وقراءتنا للأحداث المشابهة في بعض الدول العربية القريبة منَا قراءة متأنية تفتح لنا آفاق مستقبلية مع التنبيه على خصوصية هذا المجتمع وطبيعته التي جبل عليها وترعرع بها .. نعم فالثقافة الإسلامية مليئة بالاجتهادات ولكل مجتهد نصيب وتعدد الآراء لا يفسد للود قضية

الثلاثاء، 10 فبراير 2009

فيروس الفوضى منتشر في كل مكان ..


يعلم الجميع خطر الفساد المنتشر في المجتمع من أدناه إلى أعلاه ، وقد طالة هذه الآفة بعض الوزارات الإدارات الحكومة والأهلية فضلاً عن الأشخاص ، وأصبح أمراً ملزماً علينا الالتفاف حول هذه الفوضى والضرب بيد من حديد على كل مستهتر بمصلحة هذا الوطن العزيز الذي أعطانا الكثير وينتظر منا القليل من الاهتمام به ،

حتى يبقى هذا الوطن معطاء للجيل الذي يلي ،فلا تنفرط سبحة الإصلاح والتطوير في ظل وجود قوى خفية تعمل على زعزعة المواطن واستفزازه سواء بتشديد الإجراءات أو تعطيلها ويعمل بموافقة السلطة التنفيذية أو حتى القضائية من حيث لا تعلم هذه السلطات عن ما يخفيه هذا الشخص من هذا الإجراء الذي تشدق به وطالب بتنفيذه على الكل بصرامة ودقة ولا استثناء إلا عن طريقه فقط !َ!
فكم تبدو المسافة واسعة بين من يحني قامته ويستجدي رزقه من غير ربه وبين رجال يصنعون أنفسهم دون أن تنحني هاماتهم لغير ربهم .
فالبلد الطيب سيظل يلد أبطالا ورجالا يخلدهم التاريخ كما تنبت الأرض زخرفها .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نقوم بالإصلاح ونحن نصمت عن كل هذه الفوضى التي نمر بها ونتعاطاها أحيانا بحجة الروتين أو الحاجة الملحة وكل ما نفعله هو الصمت !
فوضى في الطريق .. فوضى في الادارات .. فوضى في القرارات .. فوضى في انفسنا نحن ...
وقد أخبرنا خير البشر صلى الله عليه وسلم بان نغير المنكر بأيدينا فإن لم نستطع فبلساننا فإن لم نستطع بقلبنا وذلك أضعف الإيمان ، دعونا على الأقل أن نكون متوسطي الإيمان ونقول للفاسد كلمة لا يسمعها من أحد وهي ،،،
لا وألف لا .
لماذا لا نصرخ في وجه من يضع القرارات ويشرع الأنظمة التي تجعل من الفساد والفوضى الإدارية أمرا مشروعا ؟
لماذا لا نقول للفاسد الذي ينخر جسد الأمة انك على غير هدى وأن الوطن يموت ببطيء منك ومن أمثالك ؟
لماذا لا نقول لأنفسنا بأننا فاسدون إن سكتنا عن الفوضى ونذكر أنفسنا بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ؟
ألا يجب علينا أن نفضح كل من يرى نفسه هو النظام بعينه أو فوق النظام وإنه القائد الفذ صاحب الفكر المستنير والرؤية الثاقبة ؟
أليس سكوتنا عن هؤلاء نساعدهم على التمادي في الفوضى العارمة بصمتنا المطبق واكتفائنا بالسكوت والتنحي عن الفضيلة ؟ لماذا لا نتجرأ على خوفنا ونصدع بالفضيلة ونواجه صراع الفساد والفوضى بمطرقة الإصلاح والدعوة إلى التغيير إلى الأفضل ؟
لماذا لا نستغل سياسة حكومتنا الرشيدة التي أعلنت مرارا وتكراراً سياسة إصلاحية وسطية ؟
لماذا لا نستغل وجود وزراء ومدراء يريدون بالفعل الإصلاح وهم يعرفون جيدا بأنهم يرثون تركة ثقيلة مثقلة بالمفسدين والفوضويين ؟
لماذا لا نقدم يد العون لهذا الرجل الذي يريد منا المساعدة في الصلاح والإصلاح وفضح المفسد والخائن والمرتشي والخارق للنظام ؟
إنها فرصتنا يا أبناء الوطن ، والسلام سيبقى لمن يقتحمون السماء ولمن يصنعون من الموت الحياة ولا نامت أعين الجبناء .

الأربعاء، 28 يناير 2009

( الأزمـة ومـسبباتها )


تتوالى الأزمات وتضرب في كل اتجاه وتثير من الأتربة والرمال ما يغلق العين
والأذن فلا نرى ولا نسمع صوتاً لإنجاز ولا بريقاً لنجاح في ظل عدم إجادة التعامل معها.

فقد تؤدي الأزمة إلى تشويه سمعة بلد بشكل عام خاصة إذا ما كانت مفتعلة كالأزمات الإدارية الخانقة المتمثلة في الفساد الإداري والمالي وتخلف الأنظمة مما يمكنها من التأثير سلباً على إحجام المستثمرين ولا سيما أننا بحاجة ماسة إلى هؤلاء المستثمرين لدفع عملية التطور وندعو بكافة الوسائل إلى تشجيعهم وإزالة العقبات من أمامهم.

ولا يخفى على المتابع لسير الأحداث ما للأزمات بكل أنواعها من دور في تاريخ الشعوب والمجتمعات سواء على صعيد الهدم أو البناء,

وبقراءة متأنية لدور الأزمة بشكل عام يقضي بنا إلى تلمس خيط يقودنا إلى حقيقة مفادها أن المجتمعات التي اعتمد الهرم القيادي فيها على فرق خاصة وكفاءة في التعامل مع الأزمات كانت أصلب عوداً وأقدر على التحدي لمواصلة الاستمرار من قريناتها التي انتهجت أساليب غير مدروسة سلفاً.

وقد يقوم المدير بافتعال أزمات إدارية في إدارته من حيث لا يعلم, وذلك بتفعيل الصراعات بين الموظفين, بهدف أشغالهم بصفة دائمة عن المطالبة بحقوقهم الوظيفية, أو إحساسه بأنهم سيتفوقون عليه إدارياً فيفتعل أزمات إدارية ليجعلهم في انشغال دائم. كما أن لنظرية وجود صراعات دائمة في الإدارة تظهر أمام الإدارة العليا أن وجود المدير أمرا ضروري وحتمي لحل المشاكل والصراعات في العمل ومما لا شك فيه انه عند ظهور الصراعات الاجتماعية أو التنافسية الغير متكافئة تظهر التكتلات الإدارية ومن ثم تقود إلى أزمة إدارية .

ومن المعلوم أن الأزمات لا تقع من تلقاء نفسها كما أنها لا تحدث فجأة إنما هي نتاج تداعيات وتراكمات وإهمال وتجاهل وغفلة وتبسيط للأمور, وفوق كل هذا هي نتاج عدم تطبيق الأساليب العلمية الحديثة لاكتشاف الأزمات قبل وقوعها وعدم التعلم من الأزمات الواقعة القديمة ودراسة مسبباتها قديما .

إلا أن العنصر البشري سيظل النقطة المفصلية في علاج المشكلات وكذلك في حسم المواقف الإدارية وغيرها والتعلم فيها.

ولعل الأزمات التي تواجه مواردنا البشرية تتجاوز في آثارها كل حدود أو مدى ، نظراً لما يترتب عليها من تبعات وردود أفعال تجد صداها في باقي الأنشطة والمهام.وحيث أن قيادة واحدة حاكمة وقادرة ومؤهلة تستطيع أن تتفادى وقوع الأزمات, وتستطيع أيضاً أن تتنبأ بها وتتعامل معها بحكمة وحنكة, في حين أن القيادات المتعددة غير المؤهلة إدارياً أحياناُ هي ما تدفع الأمور البسيطة إلى السطح وتصعد من الصراعات والخلافات بما قد يلهب المواقف والمشاعر ويحولها بين يوم وليلة إلى أزمة أو كارثة, وحتى لا يسلك الألم المتولد من الأزمة مساراً مغايراً بحيث لا يمكن التنبؤ به, فهو يزداد ببطء في مرحلة ما قبل الأزمة, وقد يصعب علاجه في حال الأزمة, لذا فإنه يجب أخذ العديد من الأقراص الوقائية التي تكافح الأزمة منذ سماع صوتها في العالم لنتفادى حدوثها .

الأحد، 11 يناير 2009

الإعلام السعودي والأحداث ..




بعد أن كتب الكتاب وقام الجميع ممن لا حول لهم إلا الجهاد باللسان كحالنا، وبعد انقضاء خمسة عشر يومًا من عمر الهجمة البربرية الصهيونية على مدينة غزة الصامدة، والتي ربما لم يَرَ التاريخ الحديث لها مثيلا، ورغم تنوع الاستعماريين والمحتلين والغزاة وتعدد اسمائهم ، ورغم تنوع جرائمهم، إلا أننا لم نقف عند استهداف مليون ونصف مواطن مدني وحصارهم، ومَنْعِ كل شيء عنهم والتواطؤ مع العدو عليهم، ومن ثم شَنّ أعنف الهجمات الجوية عليهم بمنتهى الشراسة، في مشهدٍ لا يمكن تصوره من هذا الجيش الهمجي، ضد مدنيين عزل ومحاصرين ومرضى وجائعين.إلا أن الأعجب من ذلك هو إلى متى هذا التضليل الإعلامي والبعد عن الحقيقة والخنوع والتأمر !!


أين الذين تعالت أصواتهم بتحية حزب الله ودفاعه، وإيران وتكتلاتها، وسوريا وسياساتها، وإلى متى يظل الإعلام السعودي يختبئ وراء مفردات وحوارات لا يجوز أن تظل متداولة في الإعلام السعودي هذه الأيام خاصة، فمع الحصار والقتل والتدمير ينشر التلفزيون السعودي فلماً أمريكياً ومع أيام الحرب يعرض أغنية ماجنة، وكأن الوضع لا يعنينا ..


ونحن السعوديون نبحث ونرى كل محطات العالم وحصادها عن الأحداث أولاً بأول ، ونسمع وكأنه ليس من حقنا أن نسمع ونرى من محطاتنا الوطنية الأشياء بأسمائها وصفاتها الحقيقية بعيدا عن التكلف والبعد عن الحقيقة .


لذا فلابد من صحوة في الإعلام السعودي، حتى يكون صادقا مع المواطنين ويقول له الحقيقة كما هي في الواقع، فالمواطن يستحق أن يقال له الحقائق ويوضع له النقاط على الحروف لكي لا يبحث عن بديل يشوه له أفكاره ويقود البلاد والعباد إلى منحدر وخيم سيدفع ثمنه الجميع .

الخميس، 1 يناير 2009

عذرا عزة فلسطين ..



فيما تواصلت المجازر الإسرائيلية في غزة سرني التفاعل الذي أبداه عدد من كتابنا الأعزاء وشعرائنا الكبار في عدد كبير من الإصدارات الصحفية فلهم كل الشكر على نصرة الشعوب ومكافحة الاضطهاد ففي بـدايـة هذه الســنة المدمية التي نستقبلها بمجازر مملؤة بأشلاء الأطفال وبنحـيب الأرامل وبصراخ أخوات لنا ..

نستقبل هذه السنة ونبتديها بالعار والخـزي على ما نراه يجـري لأخوانا في غـزه وكم يأسفنا أن ننــظـر لتلك المناظر المبكية لأخوانا في فلـسـطين .. ولا نحرك ساكن في أماكننا ..

كأننا عشـقنا الحياة الدنيا ووضـع اللـه الوهـن في قلوبنا لأننا عشقنا الدنيا وابتعدنا كل البعـد عن الديـن وأصبح هاجسنا كيف نحصل على بطوله عالمـيه وكيف تقـود المرأة السيارة وكيف نتـخلى عن قيمنا وعادتنا والأهم ديننا وقيمنا ..!

فعندما شهدت عدة بلدان غربية وعربية تظاهرات تضامنا مع إخواننا في غزة دعت منظمات عدة التحالف ضد التمييز والقهر والعدوان .وفيما يتواصل العدوان الإسرائيلي و بكل جنوني على قطاع غزة ، و في هذا السياق يتناول عدد من ممثلي الرأي العام الفلسطيني ، الأحداث الجارية في القطاع ، وأكدوا أن العدوان الإسرائيلي يريد أن يدمر العملية السياسية ، و من هنا نؤكد أن حكومة اتفاق وطني مطلب لا مفر منه ، فحكومة اتفاق وطني تعني إعادة قضيتنا و الشعب الفلسطيني إلى أحضان البعد العربي و الدولي الذي يشكل حماية لشعب فلسطين و قضيته، و نقولها مرة أخرى أن من يسعون إلى أن يعيش الفلسطينيين في جزيرة مقطوعة عن العالم تعني الانتحار للشعب والقضية ، المقصود به قتل الشعب الفلسطيني ، و تهجيره طواعية و خاصة بعد الضيق الأمني والاقتصادي .

وفي الختام أقدم التعزية لكافة أبناء الشعب الفلسطيني وأسر الشهداء ونطالب مجددا بضرورة الوحدة وأن تجلس جميع الأجنحة العسكرية والسياسية والتباحث للخروج بآليات وطنية موحدة والاتفاق على وسائل نضالية موحدة للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي بعيدا عن المزايدات والتصريحات والخيانات لان الخسارة على الجميع ..

وأخيرا ..

فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( ما من امرئ يخذل امرؤ مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا خذلهُ الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته )) رواهـ الإمام أحمد و أبو داوود ..
http://www.free-gaza.com/3ozranFelesteen.htm

الخميس، 25 ديسمبر 2008

رسول الإسلام


إن الاعتداء على رسولنا الكريم وهو رمز من رموز الإسلام بل هو الهادي البشير من لدن عليم حكيم هو إعتداء على الإسلام
وبالتالي غضبتنا هذه هي غضبة على الإسلام ومحارمه ، ولا يخالجنا اي شك ان الاستهزاء خُلق من أخلاق أعداء الله ، تخلق به الكفار والمشركون ، وتخلق به المنافقون الذين احترقت أحشاؤهم على دين الله وأهله لذلك كشف الله تعالى هذا الخُلُقَ النبيل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام الذين قضوا بالحق وبه بعدلون .
ولقد وردت آيات كثيرة في كتاب الله تبين موقف الأنبياء والرسل من الاستهزاء والاحتقار بل صرحت هذه الآيات بكفر هؤلاء الهازلين المستهزئين والأمر ثابت من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أرحم الناس بالناس ، وأقبل الناس عذراً للناس ، ومع ذلك كله لم يقبل عذراً لمستهزئ ، ولم يلتفت لحجة ساخر ضاحك ، فحين سخر به وبأصحابه من سخر في مسيره لمعركة تبوك وجاء الهازلون يقولون :
إنما كنا نخوض ونلعب : لم يقبل صلى الله عليه وسلم لهم عذراً ، بل أخذ يتلو عليهم الحكم الرباني الذي نزل من فوق سبع سماوات : (( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )).
ولكي ندرك خطورة وفداحة ما ارتكبوه : ننظر إلى ملابسات حالهم في الماضي ، فنجد أنهم قد خرجوا في الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركوا الأهل والأزواج والأولاد والأوطان ، وكان خروجهم في فصل الصيف ، وشدة حرارته المعروفه وتعرضوا للجوع الشديد والعطش الأليم ، ومع هذا كله لم يشفع لهم حال من هذه الأحوال حين أستهزئوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهموفي هذه الأيام وخاصة أنها ليست أول مرة يستهزؤن على نبينا الكريم ولا أخر مرة قبلها في السويد وفي هولندا وفي النمسا والآن في الدنمارك أطلت علينا الصحف و القنوات التلفزيونية والافلام هناك بتطاول سافر على رموزنا الدينية الإسلامية وغالبا ما يكون الهدف هو شخص الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين وآخر حلقة في هذه السلسلة ذلك التطاول على شخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من جانب الصحف الدنمركية التي نشرت رسوماً مزعومة لشخص الرسول عليه الصلاة والسلام، واعدت الافلام وشجعت على عرضها بحجة حرية الرئ وهذا مما أثار حفيظتنا كمسلمين في كل مكان والمشكلة تكمن انه لا يوجد أي ردة فعل بمعنى الكلمة ولكن كل الردود مواقف فرديه صغيرة .
ومها كان هذا الاستهزاء من عدمه او تضخيمه الا انه يذكرنا بالعداوة المتوغلة في اعماق الغربيين ولا شك ان الحرب العشواء التي تشن على رموز الاسلام لم تكن حديثة عهد بل هي من قديم الزمن فقد قال تعالى :( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من الحق مالك من الله من ولي ولا نصير)ماحدث من استهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم جريمة بكل المقاييس يجب أن تجد صداها في العالم الإسلامي ومهما احتج أي مسؤؤل او أي شخص ما الا وجاء الرد من ان هناك حرية التعبير وهذا الرد فيه استهانة بالعقول، لاننا نعرف جميعا ان هناك في أوروبا قوانين وأوضاعا تعاقب من يخوض في الأديان أو الأعراق، ( أو يشكك في المحرقة !!!! ، أو يتعرض من قريب أو من بعيد للسامية التي تعني هناك اليهود فقط ) لكن الأمر يبدو انه مختلف بالنسبة للإسلام والمسلمين !!
وهذا يعني أن العالم الآن تبرز فيه ظاهرة جديدة، خطيرة على الإنسانية بكل أطرافها الظاهرة ومضمونها وهو الخوض في العقائد والهجوم على الأديان مما يؤجج وينذر بحروب ثقافية، دينية، سيسفر عنها أعمال عنف متمثلة في الحروب والأعمال اليائسة .
والعجب انه ومنذ فترة طويلة والمفكرون مشغولون بقضية الحوار بين الاديان ، ولا يكاد ينفضّ مؤتمر حول هذا الموضوع حتى نفاجأ بمؤتمر يتناول الموضوع نفسه، حتى برامج الإذاعات والفضائيات أصبحت أيضا تستقطب مثل هذه الموضوعات الرائجة ، مع عدم توافر حسن نوايا المتحاورين ورغبتهم في الوصول إلى تفاهم حول قضايا معقدة تشكلت من خلال عوامل متعددة وراكمت رواسب كثيرة لا يعلمها إلا الله وحده.ومن رحمة الله سبحانه بعباده المسلمين أن امتن عليهم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن أعظمها ابتعاثه إليهم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى على اي مسلم ان دين الكفار باطل سواء كان في الأصول والعقائد والفروع وحذر الله رسوله في آيات كثيرة من يطيع الكفار ولو في شيء يسير مما يدعونه إليه مخالفاً بذلك أمر الله كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلاً *ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا *إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا‏}‏ وهذا تهديد عظيم للرسول لو ركن إلى الكفار ولو في شيء قليل‏.‏ وفي هذا المعنى أيضا يقول تعالى‏:‏ ‏{‏فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير *ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون‏}‏ ‏ وقال أيضاً‏:‏ ‏{‏وأن احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك‏}‏ ‏ ‏ وهذه كلها آيات ناهية للرسول أن يطيع المشركين والكفار ولو في شيء قليل مخالفا بذلك ما أنزله الله إليه وقد هدد الله رسوله هنا بكل أنواع التهديد إن هو فعل ذلك ومعلوم أن الرسول لا يفعل ذلك وإنما هذا تهديد لنا بطريق الأحرى والأولى .‏
وفي الختام لا أملك إلا أن أقراء قوله تعالى :
(( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين * كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ))
سدد الله الخطاء وبارك في الجهود والله من ورى القصد ..

الجمعة، 19 ديسمبر 2008

صالات السينما ضرورة العصر !!!







ان صالات السينما والافلام بمختلف اشكالها ما هي إلا نتاج الحركة الفكرية والثقافية التي يعيشها البلد وبمباركة رسمية وعلى مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي في أبرق الرغامة بجـدة تواصل عرض فيلم « مناحي » للجماهير وبتذاكر رمزية وهذا يمثل تحولا جوهريا عن المسار المتشدد بشان السماح بإنشاء دور عرض سينمائية ورفع القيود التي تحد من انطلاق دور عرض سينما في عدة مناطق من المملكة .



ويعلم الجميع ان مشاهدة الأعمال الفنية كالأفلام والمسرحيات ، الأصل فيها الإباحة مادامت أنها لا تعرض شيئًا منافيًا لآداب الإسلام .ولم يكن الإسلام يومًا ما يحارب الفن ، بل شجع عليه ، في إطار يتواءم مع الفطرة الإنسانية النظيفة ، فالفن أداة لو أحسن استغلالها. بل على الاسلاميين أن يدخلوا هذا المجال ، ولا يغفلوه ، وأن يجعلوه وسيلة للإصلاح ، فساعتها يتغير كثير من ملامح المجتمع المسلم .



كما أن المجتمع في حاجة إلى عرض الأخلاق الحميدة ، وتاريخ الإسلام الناصع ، وحل كثيرا من مشكلات المجتمع عن طريق هذه الأداة الفعالة ذات التأثير الكبير في طبقات المجتمع على اختلافها.



والذي اعرفه ان السينما كغيره من الوسائل الحديثة سلاحًا ذو حدين: يُحسن بعض الناس استخدامه، فينفعون به الأمة والوطن ، ويَخْدُمُون به الدِّين والأخلاق الفاضلة ، فيكون في هذه الحالة خيرًا وبركة ، ويُسيء بعض الناس استخدام هذا السلاح الخطير، فيُحَرضون به على الجريمة أو الرذيلة أو التحلل أو غير ذلك من وجوه الانحراف الحسِّي أو النفسي أو الأخلاقي أو الاجتماعي، فيُصبح هذا السلاح بلاءً ووباء.



ونحن في أشد الحاجة إلى الانتفاع بسلاح السينما في خدمة الدين والقيم الأخلاقية والمبادئ الصحيحة ، وفي خدمة الروح الوطنية ، وفي خدمة الأمة بتعليمها وإرشادها إلى طرق العِزَّة والقوة والكرامة، ولا يكفي لإقامة دور السينما في بلادنا النوايا الطيبة ، إذ لابد من التخطيط للتعامل مع ما يعرض في السينما بكافة عناصرها، ليس فقط نظريا، بل تطبيقيا. فالذي اعرفه ان السينما مثل محلات الفيديو التي في كل مدينة سعودية ومثلها شاشات العرض الكبيرة التي في المقاهي والمراكز والمعارض ، ولكن الخلاف هو على آليات العرض وبيئتها وواقعها المشهود .



فمعظم الإنتاج السينمائي الحالي إلا ما ندر أساسه السفور والتبرج والاختلاط .لذا لابد أن نرجع الى سبب انقطاعها السابق حتى ندرك مسار المستقبل...وأظن أننا بحاجة ماسة لدراسة خطواتنا القادمة قبل التنفيذ ..



http://www.al-jazirah.com/125868/at2d.htm

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

الوحدة ياالفلسطينيين ...


فيما تواصلت المجازر الإسرائيلية في غزة سرَّني التفاعل الذي أبداه عدد من كتابنا الأعزاء وشعرائنا الكبار في عدد كبير من الإصدارات الصحفية فلهم الشكر على نصرة الشعوب ومكافحة الاضطهاد،

وعندما شهدت عدة بلدان غربية تظاهرات تضامناً مع لبنان وللتنديد بالعدوان الإسرئيلي، فقد تظاهر آلاف الأشخاص أمام البيت الأبيض تلبية لنداء من المنظمات العربية والإسلامية الأميركية تضامناً مع لبنان للتعبير عن معارضتهم العمليات التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي. وفي المقابل نظمت تظاهرات أيضاً في كاليفورنيا، حيث ندد مئات من الأشخاص في قلب سان فرانسيسكو بإسرائيل في مواجهة مجموعة مماثلة. وفي لوس انجليس, قالت الشرطة إن نحو مئتي متظاهر جابوا الشوارع رفضاً للدعم الأميركي لإسرائيل في حربها على لبنان. ولقد دعت منظمات عدة منها التحالف ضد التمييز والمجتمع الإسلامي الأميركي إلى هذا التجمع لوقف الحرب على لبنان وفلسطين وفيما يتواصل العدوان الإسرائيلي وبكل جنون على قطاع غزة، وخاصة بيت حانون، حيث أفاق سكان بلدة بيت حانون على مجزرة جديدة ذهب ضحيتها قرابة عشرين شهيداً، وفي هذا السياق يتناول عدد من ممثلي الرأي العام الفلسطيني، الأحداث الجارية في القطاع، وأكدوا أن العدوان الإسرائيلي يراد به تدمير العملية السياسية، ومن هنا نؤكّد أن حكومة اتفاق وطني مطلب لا مفر منه ولا مجال للمماحكة السياسية، فحكومة اتفاق وطني تعني إعادة قضيتنا والشعب الفلسطيني إلى أحضان البعد العربي والدولي الذي يشكِّل حماية لشعب فلسطين وقضيته، ونقولها مرة أخرى إن من يسعون إلى أن يعيش الفلسطينيون في جزيرة مقطوعة عن العالم تعني الانتحار للشعب ووالقضية، المقصود به من كل ذا قتل الشعب الفلسطيني، وتهجيره طواعيه وخاصة بعد الضيق الأمني والاقتصادي، ولا يوجد مبرر لهذا العمل الإجرامي. وفي الختام نقدِّم التعزية لكافة أبناء الشعب الفلسطيني وأسر الشهداء ونطالب مجدداً بضرورة الوحدة وأن تجلس جميع الأجنحة العسكرية والسياسية والتباحث للخروج بآليات وطنية موحّدة والاتفاق على وسائل نضالية موحّدة للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي .





مليون يميز كل مدينة ...

لكل بلدٍ الشهرة التي تميزه عن غيره من الأمصار، فالجزائر مثلاً تشتهر بأنها بلد المليون شهيد، وهولندا تشتهر بأنها بلد المليون مسلم، موريتانيا بلد المليون شاعر، والبحرين بلد مليون نخلة ولكن لمملكتنا أمجادها التي نعتز بها ونفاخر شعوب العالم بها.ورغم أنني من المتعجبين، إلا أنني لم أجد مليوناً يكون اسما للسعودية فشهادة للتاريخ في الماضي أو الحاضر، سوى أني تفاجأت أن في الرياض ذات الستة ملايين نسمة مليون عامل وافد! وقد طفحت على الساحة المحلية وفي الصحف مؤخراً أحداث تشد الأنظار إلى وضع العمالة الوافدة في الرياض والمملكة عامة من حيث أعمالهم المشينة تجاه نعمة هذه البلد التي أنعم الله عليهم بالقدوم إليها، بداية من أحداث نصب واحتيال إلى ترويج للمخدرات والمسكرات انتهاء بنشر الفساد بين الشباب من خلال الأقراص الخليعة المدمجة بل حتى أنهم وصل الأمر بهم إلى بلوغ مناصب عليا لدى من هو مسؤول في الدولة وهم عمال نظافة لاغير فلهم الواسطة المقبولة والأمر المطاع لا لشي وإنما تقديراً ورحمة بهم لأنهم حسب تعبيرنا مساكين، علماً أنهم لا يرجون لمواطن وقاراً وكل شيء عندهم بأجر مسمى يقتطعونه لهم فبالأمس الفرّاش له الصلاحيات عند المدير واليوم العامل الأجنبي له الحق في التوسط لنا عند المدير ونعلم علم اليقين أن هذا العمل الذي يقومون به قد يكون نكاية بعدم دفع أجورهم الشهرية عند بعض الشركات وانتهاء بإجبار العمالة الوافدة على العمل في أوقات لا تصلح للعمل الذي استقدم به من أجله. فلقد أتحفتنا بعض الصحف بل صُدمنا عندما تروي لنا أن شركة من الشركات لم يقبض موظفوها رواتبهم وعرق جبينهم منذ أكثر من ستة أشهر فيا ترى من أين يقتات هذا العامل خلال شهر أو شهرين مع تدني الرواتب؟؟!! من هذه اللحظة، تبين لي أن موضوع هروب المواطن أو الشاب السعودي من الشركات الخاصة ورفضهم التوظيف في القطاع الخاص له أبعاد مخفية ليست كما يدَّعي أرباب العمل وأصحاب الشركات، فجميعهم يدندنون على أن الموظف أو الشاب السعودي غير منتظم في عمله واتكالي وغير كفء.. الخ من المبررات المائعة التي لا تمت للواقع بأي صلة، بيد أني بعد سماع هذه الأحداث ومشاهدتها تحدث أمام عيني ثبت لدي بأن الموظف السعودي غير مرغوب فيه في شركات القطاع الخاص ليس لعدم كفاءته أو لاتكاليته، وإنما لأن الموظف غير السعودي (مسكين) يخشى أن يطالب بحقوقه (المغتصبة) لأنه مهدد بالفصل والتفنيش إذا طالب، ولأنه أغلب هذه الشركات (الفاشلة) تعتمد في ربحيتها ليس على أعمالها ومشاريعها، بل وللأسف على الخصم من رواتب هؤلاء العمالة الموظفين خصوصاً التأمينية أو الصحية التي ليس لها وجود عند أغلب الشركات، بل وتهددهم بالطرد إن طالبوا بشيء أو اعترضوا على أي إجراء.ومن أهم مبررات عدم المطالبة بالحقوق: هو الجهل بأنظمة وقوانين الدفاع عن حقوقهم، والخوف من رب العمل من اتخاذ أي إجراء يحرمهم من وظيفتهم. ولكن الشاهد الحاظر في هذا الوقت أن الظروف المحيطة بالعمال أنهم أصبحوا هم الأداة الآمرة الناهية في هذا البلد ولهم علينا السمع والطاعة في المشرب والمأكل فهم الذين يرفعون الأوراق للوزير وهم الذين يتنقلون بالمعاملات وهم الذين يربون الأولاد وهم الذين.. فطوبى لكل عامل وافد في هذا البلد وله منا كل التقدير والإجلال لأننا في بلد السماحة والطيبة والحبابة. لذا نأمل من وزير العمل ورجال الجوازات توجيه جهودهم والوقفة الشجاعة التي تكون بإذن الله بداية القضاء على التستر وهروب العمال والخادمات بطريقة سريعة ومرتبة بدلاً من الإضرار بالمواطنين العاملين بجدية فيا حبذا لو تنظم حملات مباشرة لمتابعة المحلات التجارية والتأكد من الوضع ومعاقبة المتسترين وترحيل عمالهم ولا ننسى العمالة السائبة المتواجدة في كل ركن وشارع.تكفى حباً للوطن ورحمة بالمواطن سدد الله الخطى وبارك في الجهود والله من وراء القصد





المراكز الاستراتيجية وأهمية قيامها ...


إن التحدي الذي يواجهه العالم الإسلامي والعربي يستوجب القيام بمشروع عربي إسلامي سعودي في كل منطقة يوجد بها جامعة أو كلية وذلك بإنشاء مركز للدراسات الاستراتيجية والأبحاث وذلك ليتصدى هذا المركز والمراكز الأخرى لكافة الدراسات الأخرى والاهتمام بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها من الأمور التي نحن في حاجة إلى دراستها دراسة مستفيضة ومخاطبة الجهات المختصة في المجال المهم. وللمركز خدمات لابد من أن يقوم بها كل منطقة على حسب تقاليدها ومجالاتها العمرانية والاقتصادية والاجتماعية.حيث أن التحديات التي أمامنا تتطلب مثل هذه المراكز والمكتبات التي تنمي فينا الروح القيادية التي لا ترتبط بأية أنظمة أو حزب أو طائفة، وإنما نريد قيادات فكرية تقوم على الثوابت الإسلامية والأخلاق العربية الأصيلة. ولابد من الاسراع في اقامة هذا المشروع العملاق الذي يسهم مع الحكومة في ايجاد الحلول العادلة والسريعة المنتجة في نفس الوقت.ويكون هذا المشروع تحت اشراف وزارة التعليم العالي بالتعاون مع وزارة التخطيط ويكون للعلماء والدكاترة الفضلاء الذين لهم باع كبير في العلم والحياة وخريجي الجامعات كل على حسب تخصصه يد طولى في الاسهام في هذا المشروع الكبير الذي سوف نقطف ثماره وينعه في أول خمس سنوات وذلك لوجود الأموال والكفاءات ولابد أن يكون لهذا المشروع الخصوصية في اتخاذ القرارات المجمع عليها بالمنطقة دون الرجوع الى المسؤولين وذلك بالتعاون مع رجال الأعمال واتخاذ القرار المناسب لأننا كلنا أبناء الوطن ونسعى لتحقيق أهدافه المرجوة.آمل من الله العلي القدير أن يكون هذا المشروع شمعة في كل منطقة.




حضارتنا الإسلامية ...


إن الحضارة الإسلامية لعبت دوراً بارزاً في تقدُّم الإنسان، وتركت لها آثاراً بارزة في عدة ميادين عقدية وفنية وأدبية وغيرها من الميادين، وكان لها السبق في التأثير في الحضارة الحديثة؛ فالإسلام كان عاملاً كبيراً في تفتيح أذهان وأفكار الشعوب إلى الدين الحق والعدل والرحمة حينما كان غير المسلمين يعيشون تحت الإذلال والعسف والخضوع لآراء وأفكار غيرهم؛ حتى وصلت الفتوحات إلى أقاصي الشرق والغرب، وتأثرت الأمم الكافرة بمبادئ الإسلام وهي على ملة غيره.ويكفي لنا دليلاً شغف الغرب وعلمائهم وإعجابهم بعلوم العرب الأوائل من طب وجغرافيا وغيرها من العلوم التي سيطر عليها المسلمون في ذلك الوقت، وحتى الآن فإن كتب المسلمين تدرس في الجامعات الغربية بأسماء مستعارة.ويكفي لنا اعتراف الغربيين المنصفين بكوننا عباقرة القرون الوسطى مدة نصف قرن؛ حتى تأثر رجالات الأدب لديهم باللغة العربية وعلومها وآدابها وأشعارها ونخواتهم وفروسيتهم وحماسهم للعِرض والذود عنه.وفي تلك العصور انتشرت الترجمة والطباعة، حتى أصبح الفرد يحكم نفسه وأفكاره، هو حر طليق باختيارها، وجلبت لهم حضارة الإسلام احترام العهود كالوثيقة العمرية، وضمان حريات الناس كما في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لذا فقد أثرت في الشعوب المغلوبة روح العزة والكرامة ونبل المشاعر الإنسانية الكريمة.هذه هي حضارتنا، وهذه هي قيمنا؛ لذا فإن لنا ديناً يجب أن نسترده، لا بالتفجير والخطف والاغتيالات والتآمر، ولا بالأماني والأباطيل. بل بمعرفتنا قدر أنفسنا وقيمة هذه النعمة التي نتبوأ ظلالها، ونكون قدوة حسنة كما كان أسلافنا، لا منفِّرين من هذا الدين؛ لكي نقود الشعوب إلى الخير؛ لأننا أمة الخير والوسط والكرامة والعزة، وبكم تسمو الهمم وتزداد العزائم.والله ولي التوفيق.





شيء قليل في الوطن ...


كأني أخوض حرب استنزاف وأنا أمتطي صهوة قلمي لأكتب عن الوطن بعض المشاعر، ولكن تطاير الأفكار من الذاكرة حتى أني لا أملك إلا تذكر اللحظات التي قضيتها في أرضه وعبر تاريخه وسيرة رجاله.نعم تتزاحم اللحظات حتى أجد لها موطئاً على أسطر صفحاتي البيضاء لكي أبحر في ثنايا الأفكار وطيات الخيال والأحلام لأرى أجمل ما في هذا الوطن من معالم ومدن ورموز خالدة.نعم يا أيها الوطن..أبحث عنك لأجدك في مقدمة كل الدول التي تستظل بحروفك، نعم حقاً انك رائع أيها الوطن، وكم هو قليل أن تسطر فيك الاحبار صفوفا على الأوراق إذا لم نجد طريقة لنترجمها واقعاً ملموساً نعيشه لحظة بلحظة.واياك أيها المواطن أن يكون في مخيلتك أن من حولك هم مصدر قوتك وقيمتك وعلو شأنك، ولكن أعلم أن قيمتك وعلو شأنك نابع من قوة عقيدتك وإيمانك.نعم أيها الوطن إن لك في القلب أنساً وفي النفس محبة لك الشكر يا وطني ومن سهر على تطبيق شرع الله فيك.




ابنك




إلام الخُلفُ بينكم؟! >>

لقد ساءني ما يحدث في الأندية الأدبية من خلافات شخصية بين الأعضاء، وقد كان سببها التباين في وجهات النظر المتفاوتة لذلك لابد لوزارة الثقافة والإعلام ممثلة بوزيرها الأديب والإعلامي المعروف من موقف واضح لما يحدث في هذه الأندية من مهاترات وانتقاء مصالح شخصية لأننا في غنى عن كل ذا وليعلم الجميع أن النقد البناء الهادف الهادي هو الذي يثري العمل الأدبي ويسهم في تطور الكاتب لذاته وهذا يتحقق من خلال تفاعل الأدباء أنفسهم مع بعضهم البعض وتجلي روح الحزبية عن عقول هؤلاء وهذه دعوة مفتوحة لكل الأدباء والكتّاب في المملكة لتبني هذا الطرح لأن ساحاتنا الأدبية سواء على الإنترنت أو عبر الصحف ثرية بالمواهب الشابة المفعمة بالنشاط علماً بأن صفحات الصحف والملاحق هي المتنفس التي وضع كل منا رحاله فيها وليضع على صفحاتها مشاعره وهمومه وخلجات نفسه ويستمتع بما سطره غيره من نفائس ودرر هي في الواقع مدرسة للحياة. ومن المسلم أن كل شأن يحتاج إلى تطوير وتحديث حتى يتقدم ويستمر لذا فإنني فكرت في طرح هذا البعد الإستراتيجي للنهوض بالأندية إلى القمة وجعلها متنفساً للصغار قبل الكبار وذلك بعد إذن المسؤولين عن الثقافة ولتتسع صدورهم لذلك وهم كذلك وهناك بعض التطويرات من حيث الأدوات المساعدة للشخص في تنمية مواهبه لا تخفى على الجميع، وجميل أن نطور ذاتنا وأن نلتقي بأعمالنا وأن نكون رابطة أدبية مصغرة وقد طرحت قبل سنة تقريباً مشروعاً يقوم على أن يضع معايير يتقدم لها كل من يود أن يكتب أو ينتسب للأندية الأدبية لكي تتبنى أعماله وتنشر، وهذه المعايير متوفرة في الكثير من الأدبية الإلكترونية وبكثرة أما إن بقي الحال كما هو فستكون هناك هتافات كثيرة ووداعات جنائزية لكثيرٍ من الأدباء الصغار الذين تركوا كل شيء يرحل في سلام على الرغم من كل ما آلمهم وكتبوه في رسائل استغاثة إلى المسؤولين واعتراضات متحمسة نوعاً ما وكل ذا بحث عن سرمد لتسألوها وكل ذا من أجل نشاط أفضل، ومنهجية أكثر مناسبة لفن الأدب الإسلامي السعودي ومن أجل عزل اللهجة العامية وفصلها عن لغة الأدب الحقيقية. لذا لابد أن نتبادل المقترحات ونسعى إلى سبل تنفيذها بالتعاون الجاد بين الوزارة والمثقفين بعيداً عن الطائفية أو الحزبية والبعد عن سوداوية الرؤية وحالة الإحباط والسعي الجاد إلى تجاوز فشل المحاولات لأنه فشل للهدف المقصود وهناك من البدائل ما يغنينا عن المطلوب. أنا هنا أوجه دعوة لعمل خطوة عملية وذلك لإلقاء مجالس إدارات الأندية الأدبية الحالية وإعادة صياغة نظام يبين لائحة الأندية الأدبية ويرتب هيكلة نظامها وإقرار نظام يبين لائحة الأندية الأدبية من جديد وفق معايير جادة للمضي بالأدب الإسلامي إلى معالي القمم.

صناعة الحياة ..


عندما تختلي بالذكريات والخيالات لترى جمال التاريخ الإسلامي القديم لأن له نغمات غذبة قادته إلى العالم البعيد وإلى روضات غناء، والآن ودماء أمتي مضمرة وأشلاؤها متناثرة وحقائقها الصريحة مغيبة وتصدرها المتفيهقون ولكن الحقيقة المحجوبة عند الفتن لا تنحجب أمام أعين وأبصار من ناصروا الدين لأن الله معهم والنصر من عند الله إيمان راسخ في قلوبهم لأن العدو يتربص بالمسلمين، فمتى كان الاختلاف ديدنهم كان العدو مؤكداً لقاعدة فرق تسد.لذا فإنه لزاماً على أهل البلاد بكافة طبقاته أن يكونوا يداً واحدة بعيداً عن الانشقاقات والترهات التي لا فائدة منها لأن الوقت يداهمنا ولابد من صناعة الحياة الاسلامية فكرياً وتربوياً لأن المسلمين هم صانعو المجد وراكبو صهوة العز والله سبحانه وتعالى اصطفى أهل هذه الديار للقيام بشريعته والحرص على المسلمين والذود عنهم أينما كانوا لأنهم قبلة العالم الاسلامي ولا ينبغي السكوت على منكر أو ظلم ولا التخذيل عن فعل الحق والمعروف ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها وتحمل المشاق في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها لأن الدنيا زائلة وكل ميسر لما خلق له.

http://search.al-jazirah.com.sa/2005jaz/nov/4/is3.htm

امتلاك القوة يبدأ بامتلاك الإرداة ..


وأنا اتأمل الظروف الدقيقة التي تعيشها الأمة نتيجة للأزمات التي يواجهها العالم الإسلامي هذه الأيام ويعلم الجميع أن الإسلام دعا منذ ظهوره إلى الحوار بين الحضارات، وقد اتخذ النبي صلى اللّه عليه وسلم من العقل والحكمة، والمجادلة بالحسنى أساساً ومنهاجاً لحوار المخالفين ودعوتهم إلى الإسلام، وفق ضوابط فريدة في التسامح وتقبل التنوع الثقافي والحضاري. ولذا يخص الإسلام أهل الكتاب بالمزيد من الدعوة إلى الحوار:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ..}، ولا توجد في الإسلام مشكلة في التعامل مع الأطراف الأخرى، فهو دين أنزله خالق الناس، لا يفرق بين خلقه ولا يميز أحداً على أحد إلا بالتقوى، والعمل الصالح: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ..}. ويعلم الجميع إن الحوار واجب ديني تمليه مهمة التعريف بالإسلام والدعوة اليه، ويؤكده وجوب إزالة سوء الفهم والتصورات الخاطئة التي تروج عن الإسلام عن غير المسلمين. ولذا فإننا نمر بلحظة تاريخية بالغة الخطورة والدقة ناجمة عن آثار العدوان على العراق واحتلاله، وتصاعد موجات الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، التي هي قضية المسلمين أجمعين، ومع تهديدات مليئة بالعجرفة والتعالي ضد معاقل الممانعة في الأمة خاصة في سوريا ولبنان لذا فلابد من مؤتمر يحمل هموم الأمة وأوجاعها وتطلعاتها وتصميمها ويتدارس حال الأمة في ظل التداعيات المتسارعة، وليعلن من جديد الصمود والممانعة والمقاومة في وجه سياسات الأمر الواقع التي يحاول منطق القوة أن يفرضها على المنطقة، وليفكر المجتمعون في مجموعة من الافكار والآليات التي تساهم في التصدي لكل ما يحاك ويفرض على الأمة الإسلامية. وليعلم الجميع إن امتلاك القوة يبدأ بامتلاك الارادة، وامتلاك الارادة يبدأ بالخروج من تلك العلاقة الدونية في النظرة إلى القوة الاستبدادية. كذلك فإن امتلاك الارادة والقوة معاً يرتبط بالتخلص من التفتت والتشرذم سواء أكان من خلال كيانات قطرية صغيرة حان الوقت لإعادة النظر في مسارها، أو من خلال محاولة جعل التنوع المذهبي والعرقي والفئوي سبباً للوهن، لذا فإن التكاتف الإسلامي وبصرف النظر عن الأشكال التي يمكن أن تتخذها هي اليوم ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى، فالكيانات الكبيرة وحدها هي القادرة على التصدي للاملاءات الدولية. والوحدة القطرية القائمة على الإقرار بالتنوع، وحق المشاركة في صناعة القرار الوطني هي حجر الزاوية في تعظيم قوة الوطن والتصدي لأعدائه. لذا فإن الحاجة ماسة إلى تكثيف الجهد لتحقيق وقوف دول الجوار ودول الدين والعرق الواحد في مواجهة العدوان المتربص بها شعبياً ورسمياً. وفي هذا المؤتمر الذي يفرض علينا أولويات جديدة ألا وهي أولوية الأمن القومي الجماعي الإسلامي، لابد أن يؤكد المؤتمر على التمسك بالنظام الإسلامي الصحيح في إدارة شؤؤن البلدان، ومقاومة محاولة فرض النظام (الشرق الأوسطي)، وعلى ضرورة مواجهة الحملة التي تتعرض لها بعض الدول الإسلامية مع وضع برنامج عاجل لتفعيل دور رابطة العالم الإسلامي ومؤسساتها في العمل الإسلامي المشترك وتطوير عملها ووضع آليات تكفل احترام قراراتها بما في ذلك تحقيق التفاعل والتكامل بينها وبين القوى الأخرى. ولابد أن يؤكد المؤتمر على ضرورة التصدي بقوة لجماعات التحرك الصهيوني في العالم الإسلامي أياً كانت الاشكال التي تتخذها والمنابر التي تستعملها، وإدانة كل المتواطئين معها. وكذا لابد أن يعتبر المؤتمر أن وجود قواعد عسكرية أجنبية على أرض أي بلد إسلامي هو شكل من اشكال الاحتلال، يتطلب العمل على انهائه بجلاء كل جيوش العدوان وقواعده عن الأرض الإسلامية كافة، وبإلغاء كل الاتفاقيات العسكرية المبرمة معه. ويعلم الجميع أن الأمن والرفاه للشعوب كافة لا يتحققان إلا بتعاون عالمي، وبرنامج دولي يسهم في انجازه مختلف الشعوب، والقوى المحبة للخير في العالم، بحيث تشارك في ايجاد صيغة لتحقيق سلام، واقتصاد عالميين عادلين متوازنين. وكذا السعي إلى ايجاد نظام عالمي متوازن أساسه العدل وتحقيق المصالح المشتركة بين شعوب العالم على نحو متكافئ، يستوجب احترام ارادة الشعوب، وحقها المشروع في الحرية والاستقلال والامن، وتقرير مصيرها. وتعاون الناس في مجالات الخير لبناء مجتمع عالمي تحكمه القيم الصحيحة، وتتحقق فيه تنمية شاملة يستفيد منها الانسان، مما حث عليه دين الإسلام، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} ، وبناء الاسرة السليمة وفق الروابط الشرعية في العلاقات بين الجنسين الذي يعد أساساً لبناء مجتمعات إنسانية قوية وصحية ونظيفة ، والسعي على محاربة الإباحية والشذوذ والمخدرات والشرور والموبقات، ومعالجة آثارها السلبية على المجتمعات الإنسانية. والإسراع في معالجة مشكلات الفقر والجهل والمرض والكوارث المختلفة، ومساعدة الشعوب المحتاجة والتعاون في مجالات التنمية التي تهم الإنسان. وفي غمار الظروف الصعبة التي يجتازها العالم الإسلامي، نتوجه إلى الله العزيز الحكيم بأن يمنّ على الأمة الإسلامية بما يرفع من شأنها، ويعزز جانبها، لمواجهة التحديات الجسام التي تتعرض لها، وأن يلهم قادتها ومسؤوليها الحكمة والسداد لتوحيد الصف والكلمة، وتعزيز أركان التضامن الإسلامي، لدرء المخاطر التي باتت تهدد العالم الإسلامي.
سدد الله الخطى وبارك في الجهود، والله من وراء القصد.