إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 7 يوليو 2010

الفتوى العارمة ..


قد تهاجموني جميعكم، وقد يتهمني البعض بألقاب عديدة ولكن ذلك لن يغير من قناعتي شيئا، فدعوني أبوح لكم بأنني ضد ما يحصل هذه الأيام من اختلاط الحابل بالنابل في ساحة الإعلام الديني.

نعم تكررت تحذيرات العلماء الكبار من اختلاط الحابل بالنابل في ساحة الإعلام وطالبوا بتطبيق الآية القرآنية الكريمة : “فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”، ومناشدتهم بقصر الإفتاء في أمور الدين على أهل الاختصاص أملاً في وضع حد لهذا الجدل الفقهي الذي تشيعه القنوات الإعلامية ليل نهار، وأصبحت هذه البرامج مصادر ثراء لها وأدة لترويج ما بعد البرنامج، ومع ذلك فإن سيل الفتاوى المتضاربة والمثيرة للجدل التي تتجاهل واقع الناس وسماحة ووسطية الدين الإسلامي الحنيف لا يتوقف، على الرغم من مخالفتها لآيات قرآنية وقواعد فقهية متعارف عليها منذ قرون.وفي السنوات الأخيرة، وفي ظل انحسار سلطة الدولة وسيطرة فئة من المجتمع على الإعلام ،وكثرت أعداء الدين وأعوانهم في الداخل والخارج الذين أصبحوا يحرضون على إنهاك الدين الإسلامي من خلال اختراقات للعلماء والدعاة, وللأسف كل هذه الاختراقات وهذه الفتاوى صناعة إقليمية مدعومة خارجياً ( من حيث لا يعلمون) لتعزيز المثل المعروف ( فرق تسد ) وذلك من خلال اندفاع العديد من طلبة العلم إلى إلقى الفتاوى الدينية التي لا ينبغي أن تقال للعامة، وأصبحت الفتاوى الغريبة هي ما تجتاح آذان وعقول الناس من دون استئذان، تحلل وتحرم حتى اصدم الناس في أمر هذه الفتاوى كونها تنتشر انتشار النار في الهشيم بسرعة فائقة وفي مدى واسع من الناس، فالناس يجلون كل من يحمل لقب "شيخ"، لا يفتشون في ماضيه العلمي الفقهي، ولا يسألونه عن مصادر فتاواه، ولا يفرقون بين الفتوى والرأي.وقد زاد من حدة هذه الفوضى الإفتائية انتشار الشيوخ نجوماً على شاشات الفضائيات، وانتشار هذه الفضائيات في غالبية بيوت الناس، فصارت الفوضى أوسع نطاقاً، تأتي الناس من أمامهم ومن خلفهم، ومن الأرض ومن الفضاء.

لذا فالفوضى الإفتائية مستمرة أرضياً وفضائياً، والعين ترى والأذن تسمع والقلب يحفظ والعقل يتلقى ما يتلقى عاجزاً أمام إجلال "الشيخ" وتوقير "البشت" عن السؤال عن هذه الفتوى ودليلها!قبل هذه الموجة من الفتاوى، كان المثقفون يطالبون بفتح باب الاجتهاد في أمور الدين، وكان الباب مغلق لوجود علماء ربانيين يرفضون التلبيس على العامة، وانه لا يجوز الخروج على فتاوى السلف الصالح، وفجأة انفتح الباب على مصراعيه غير أن التدبر في الظاهرة يؤكد أن ليس ثمة مفاجآت فالتطور التقني الفضائي هو السبب، هذا التطور الذي طرح في السنوات الخمس الأخيرة حزمة من بدائل غير مقيدة بأية قيود، فالإنترنت بديل عن الصحافة، والفضائيات بديل من القنوات الرسمية... وهكذا حدث ولا حرج.

وهذا السيل المنهمر من الفتاوى الدينية يعده البعض "صحوة دينية" لكن ما يؤخذ عليه حقاً ابتعاده عن الدين الحق واستخدام هذه الأداة المتخصصة لتحقيق مكاسب سياسية ويعلم الجميع إن هذه الصدامات العابرة لا تزيد الأمة إلا قوة و ثباتا و رجوعا إلى الحق . والإسلام قوي و يزداد انتشارا في كل أرجاء المعمورة.

والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا يحدث في المملكة حتى أصبح العلماء يتصارعون ولا نعرف ما هو السبب الذي أدى إلى تصارعهم فيما بينهم بسم الدين ؟؟ والله إنني محتار في أمم بلغت من العلوم ما بلغت ونحن المسلمين أصبحنا نتقاتل و نتخاصم في مسالة إرضاع الكبير و الغناء بالمعازف أو بدونها.

لقد حذرنا رسول الله صلى الله وسلم من المتفقهين في الدين كما أوصانا أن نأخذ تعاليم ديننا الحنيف من العلماء الربانيين الذين يحيطون بالدين من جميع جوانبه، لذا لزاماً الأخذ على أيدي هؤلاء الطلبة، وقصر الإفتاء في أمور العامة على المجامع الفقهية ودور الإفتاء في عالمنا الإسلامي لمواجهة تلك البلبلة والتصدي لسيل الفتاوى المثيرة للجدل التي تبثها القنوات الفضائية.

الخميس، 18 مارس 2010

كارثة .. وأزمة .. في آن واحد !!


تصعب الكتابة التحليلية في وقت الأزمة، فالكلمات المكتوبة قد تفقد الحدة معناها، وبالتالي شيئاً من قصدها، عندما تجد نفسك في ارض الحدث تصف التصرّفات الإنسانيّة الحقيقية التي تمارس على ارض الواقع ، بينما هذه التصرفات تتغيّر، مع تغيُّر طبع البشر في لحظة الأزمة وسماع أخبارها ومشاهدة صورها الدامية ، فمفهوم الكوارث لدينا تغير في السنوات الأخيرة عن المفهوم السابق نتيجة لحدوث العديد من الكوارث الطبيعية تضمنت براكين وزلازل ومواجهات راح ضحيتها العديد من الأرواح وأصبحنا لا نفرق بين الأزمة والكارثة .

وعلى البعض أن يفكر جدياً .. ويستعد .. سواء للفيضانات أو لزيادة منسوب المياه أكثر من اللازم ..

وليس بالضرورة أن يكون التغير الجوي أو المناخي قد يجلب معه بعض السلبيات ..

وإن اقل شيء نفعله الآن هو أن نسال أنفسنا هل أهلنا أولادنا في حال غيابنا هل يمتلكون من الشجاعة بما يكفي للتصرف الايجابي !!ويعلم الجميع أن الكارثة حدث مفاجئ غالبا ما يكون بفعل الطبيعة ، وتشارك في مواجهته كافة أجهزة الدولة المختلفة .

والكارثة هي اضطراب مأساوي مفاجئ في حياة اي مجتمع..

وتقع بمنذرات بسيطة أو بدون إنذار وتسبب الوفاة أو الإصابات الخطيرة أو تشريد أعداد كبيرة من أفراد هذا المجتمع وتفوق قدرة وإمكانات أجهزة الطوارئ المختصة .وتتوالى الكوارث علينا وتضرب بنا في كل اتجاه وتثير من الأتربة والرمال والمياه ما يغلق العين والأذن وحتى الحياة فلا نرى ولا نسمع صوتاً لإنجاز ولا بريقاً لنجاح في ظل عدم إجادة التعامل مع الكوارث والأزمات.

وقد تؤدي الأزمة أو الكارثة إلى تشويه سمعة البلد بشكل عام خاصة إذا ما كانت مفتعلة كالأزمات الإدارية الخانقة المتمثلة في الفساد الإداري أو المالي أو تخلف الأنظمة مما يمكنها من التأثير سلباً على البلد .

ولا يخفى على المتابع لسير الأحداث في جدة ما للكارثة التي حلت بها من دور في تاريخ المجتمع هناك سواء على صعيد الهدم أو التشريد أو الإنقاذ أو تذكر تلك الصور المحزنة ، وبقراءة متأنية لدور الأزمة الإدارية التي حلت بسببها الكارثة يقضي بنا إلى تلمس خيط يقودنا إلى حقيقة مفادها أن الأجهزة الحكومية ومؤسسات الدولة التي اعتمد الهرم القيادي فيها على فرق خاصة وقلة كفاءة في التعامل مع الأزمات أدت إلى افتعال أزمة في المحافظة من حيث لا يعلموا، وذلك بتفعيل الصراعات بين المؤسسات والوزارات وذلك برمي تهم التقصير كلاً على الآخر .

ومن المعلوم أن الكوارث والأزمات لا تقع من تلقاء نفسها كما أنها لا تحدث فجأة إنما هي نتاج تداعيات وتراكمات وإهمال وتجاهل وغفلة وتبسيط للأمور، وفوق كل هذا هي نتاج عدم تطبيق الأساليب العلمية الحديثة لاكتشاف الأزمات قبل وقوعها وعدم التعلم من الأزمات الواقعة القديمة ودراسة مسبباتها قديماً .

إلا أن العنصر البشري سيظل النقطة المفصلية في علاج المشكلات وكذلك في حسم المواقف الإدارية وغيرها والتعلم منها.

ولعل الكارثة التي واجهت محافظة جدة ووفاة أكثر من 115 أشخاص حتى الآن عدا الدمار الهائل الذي أصاب أحياء بأكملها نتيجة السيول الجارفة تجاوزت آثارها كل حدود أو مدى، نظراً لما ترتب عليها من تبعات وردود أفعال وضعف مستوى التنسيق حيث أن قيادة واحدة حاكمة وقادرة ومؤهلة تستطيع أن تتفادى وقوع الأزمات، وتستطيع أيضاً أن تتنبأ بها وتتعامل معها بحكمة وحنكة، في حين أن القيادات المتعددة غير المؤهلة إدارياً أحياناُ هي ما تدفع الأمور البسيطة إلى السطح وتصعد من الصراعات والخلافات بما قد يلهب المواقف والمشاعر ويحولها بين يوم وليلة إلى أزمة أو كارثة، وحتى لا يسلك الألم المتولد من الأزمة مساراً مغايراً بحيث لا يمكن التنبؤ به، فهو يزداد ببطء في مرحلة ما قبل الأزمة، وقد يصعب علاجه في حال الأزمة، لذا فإنه يجب أخذ العديد من الأقراص التي تكافح الأزمة منذ دوي ضجيجها في ارض الحدث حتى وقوعها ومعالجة آثارها الباقية بروح الفريق الواحد بعيدا عن اللامبالاة لنتفادى حدوث كوارث قادمة كالأوبئة والأمراض وتكوين العصابات.

أملنا في الله ثم بقيادة حازمة تخرج عن المألوف لتبني وطن المساوات والعدل والمراقبة، وليذهب الذين يريدون أن يختزلوا مصالح الشعب لحسابهم الخاص ، فنريد أن نعيش في وطن يحترمنا كما نحترمه .

وادعوا للجنة المشكلة لتقصي الحقائق بالتوفيق والنجاح في كشف المقصرين ومعاقبتهم ..

كما أتمنى أن لا تنصب الجهود على تقصي الحقائق السابقة بل الاستفادة العاجلة مما يمكن تقديمه للمرحلة القادمة ..

يكون ذلك أولا بأول لمساعدة السكان والأماكن المنكوبة وذلك من خلال تعويض أثاثهم ومساعدتهم في إزالة الوحل والأتربة والمياه من أمام منازلهم .

" معرض الكتاب ومتغيرات العصر "




تعيش بلادنا العزيزة نهضة علمية كبرى سريعة الخطى تتمثل فيما يبذل على العلم والمكتبات والمؤسسات العلمية وقد بذل الكثير لتشجيع كل الحركات الثقافية الهادفة إلى إحياء التراث ووجود علاقة حتمية بين نهضة التعليم من جانب ونهضة الحياة الثقافية بصفة عامة والأدبية بصفة خاصة من جانب آخر أمر لا يختلف عليه عاقلان ، ولاشك في أنها علاقة تأثرية إيجابية .انه أمر رائع أن نحضى في المملكة بمعرض دولي للكتاب والأهم أن يكون له تواجد على الساحة الثقافية العالمية وليست العربية فقط.

وأعتقد أن الأخوة المنظمون يسيرون على الطريق الصحيح فهي المرة الأولى على ما أعتقد التي يتم فيها تسليط الضوء على معرض للكتاب في المملكة بهذا الشكل الموجود كما أن تخصيص موقع للمعرض على شبكة الانترنت بلغات عالمية يحتوي على خدمات ومعلومات وارشادات واضحة سيكون عاملاً فاعلاً للتواصل مع هذا الحدث.

ولكن تبقى الرقابة أمراً هاماً في منع دخول الكتب العقائدية والملوثة التي طالما إنتظر الاعداء ان يكون دخولها رسميا وتحت عين الرقيب وأن يتم نقل تفاصيل هذه الكتب والتوصية بالاستفادة منها في المشهد الثقافي في المملكة من خلال صحافتنا المحلية والعالمية التي تنظر للسعودية انها وجبة صحفية دسمة .ونكرر أن معرض الكتاب حدث يستحق المتابعة ولكن يبقى أن يكون هناك عين ثالثة تجاه كل ما يدخل وما يخرج من المعرض من كتب عقائدية بائدة وتاريخ مزيف وروايات ساقطة والاهم ان يتعليم شبابنا طرق ووسائل القراءة الجيدة وكيفية اختيار الكتاب الجيد التي تجعله باحثاً ومثقفاً واعياً بدلاً من الإنشغال بإنتقاء مايجب قراءته وما لا يجب فلا مانع من أن يقرأ الشاب الكتب بكل حرية شرط أن تكون حاظرة في ذهنه العقيدة الصحيحة والعادات والقيم ليكون بحق قارئا بسم ربه الذي خلق ..

فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في عصره ( إن من المسلمين من لو شكك في دينه لشك ) هذا في زمنه زمن قوة الإسلام واهله ويقول هذا الكلام فكيف بزمننا هذا الذي تهيمن فيه القيم والأفكار الغربية الكفريه والمغلفة بإغلفة منمقة والكثير من المسلمين ليس لديه المناعة الفكرية التي تحميه من اللوثات والتسممات الفكريه التي تصيب الكثيرين من أبناء المسلمين.

ونكرر أننا لا نريد أحد كان من كان أن يثير الفوضى بالتحريض على سياسة الدولة الإعلامية والمطالبة بالانفلات بدعوى حرية التعبير ولو سلمنا أن رفع الرقابة مطلب فهناك طرق مشروعة لذلك ولا يتم ذلك بتأجيج المكتبات بالكتب المخالفة وإثارت الناس وتهييجهم او الخروج على سياسة الدولة الإعلامية التي رسمها ولاة الأمر وفقهم الله والمستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

هذا ما تيسر ذكره مما علق بالذهن ذلك حفظا للواقع وبيانا للحقيقة وكشفا للشبهة ...



سدد الله الخطاء وبارك في الجهود والله من ورى القصد ،،،