إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 28 نوفمبر 2008

الحج عادة ام عبادة ..


الحج عادة ..
في هذه الأيام المباركة يأتي الناس من كل مكان إلى بيت الله الحرام لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، قال الله تعالى: (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق)
وفي المشاعر التي أرادها الله تعالى مناسك للحج وقفات تأمّل وحساب وتدبّر وانطلاق ، ليستعيد فيها الإنسان مبادئه التي قد تضيع في غمرات الصراع التي يخوضها الانسان في سبيل لقمة العيش أو في سبيل تحقيق رغباته ومطامعه، فقد يفقد الكثير من قيمه الكبيرة تحت تأثير النوازع الذاتيّة من جهة، والتحديّات التي قد تخلق لديه ردود افعال ،فينسى في غمرة ذلك كلّه الكثير مما يؤمن به أو يدعو له، الأمر الذي يجعله بحاجة إلى مزيد من التأمّل والمحاسبة ليرجع إلى مبادئه وعقيدته وخطّه المستقيم في الحياة.
ففي كل عام وفي مثل هذا الشهر وهذه الأيام المباركة يرتب بعض المسلمين حقيبة مشاعره لاستقبال تلك الشعائر، ويوجد نخبة تسافر تكراراً ضمن سرب الحجيج ملبية شوقاً للبقاع الطاهرة ويهتفون " بلبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك " .
ومما لا شك فيه ان الراكب كثير والحاج قليل كما روي عن ابن عمر، فكم من حاج تراه يشتم ذاك ويستحل مكان هذا، ويلج في كل لغو كلام ، وربما لو دققنا النظر في سوكياته لادركنا انه ذهب الى الحج وسيعود ولم يتغير فيه اي شي، فهو نفس الشخص الذي فرغ من حجه ولم يفرغ الى رد المضالم وقطيعة الرحم، ولم يرجع الى ميزان الحق والعدل، فيرجع وترجع معه نفس الروح التي ذهب بها دون أي غسيل لهذه الامراض التي ابتلي بها فتجده في المشاعر المباركة يناجي الله وقلبه مصر على المعصية واسلوب حياته قبل الحج ، فاين أثر الحج في نفسه وفي سلوكه، فقد تخفف من الملابس ولم يتخفف من الذنوب.
ختاماً ..
أقول ان الحج مدرسة في الأخلاق وفي التعامل بل في كل أمور الدنيا والآخرة، أفلا يكفي التضاد في الاعمال ، فالمتديّن منّا لا يقف في تديّنه على أرض صلبة ، نظراً للتحريفات الكثيرة التي أدخلها أهل الاهواء أينما كانوا وحيثما حلّوا .
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ..
والسلام عليكم ورحمة الله ...

الجمعة، 7 نوفمبر 2008

تحرير الفكر والتعبير بالحياة ..



لعل تحرير الفكر والتعبير يعني أن نبدأ بالحياة لتكون المنطلق والموضوع والمرجع والمعيار والغاية لما نعبر عنه وما نفكر فيه وما نفعله من امور ولابد من إعادة النظر في المدارك و العلاقات مع المحيط الذي نعيش فيه بحيث تكون على قدر من الانظباط ، ولعل تحرير الفكر والتعبير عن ما في النفس عند ادباء العصر الحديث وبلاخص المبتدئين بالادب القصصي يعني الخروج من الأطر الشرعية جعل انفسهم ضمن تصنيفات وهُويات ضيقة وصغيرة ومشوِّهه او مشبوهه .ولابد ان يعلم الجميع ان التفكير المطلق ليس عليه أي قيد من أي نوع كان لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل( وإن فكرة الحريات المطلقة والحقوق المطلقة فكرة عفى عليها الزمن لكن سرعان ما طرأ رد فعل سريع وضع الحريات والحقوق في مكانها الطبيعي وحرية كل إنسان تنتهي عندما تبدأ حريات الآخرين في الظهور ثم كانت ردود فعل أخرى لعل أهمها المذهب الاجتماعي الذي يؤصل ويؤكد أن الحقوق والحريات ليست مطلقة، ولكن لها وظيفة دينية واجتماعية لابد من التقيد بها وعدم الخروج على نصوصها المقيده بالحلال والحرام.وما الابتداع ضد الثوابت والمسلمات إلا ظاهرة سلبية ولكن المشكلة لدى الجيل الحديث هو تحديد ما هي الثوابت والمسلمات ؟؟فالبعض يتوسع في الموضوع ويدخل الآراء الفقهية الخلافية ضمن دائرة الثوابت المسلم بها ، والأصل أن الثوابت هي نصوص الكتاب والسنة القطعية أما النصوص الظنية التي تحتمل في تفسيرها أكثر من رأي فيضل مجال الاجتهاد فيها مفتوحًا ولا يمكن وصف الرأي الجديد بأنه بدعة طالما أن له مستنده ودليله حتى ولو كنا لا نوافق على هذا الدليل أو ذاك .فهناك إذًا خط أحمر يستبعد الثوابت بالمفهوم الذي ذكرت، ثم داخل هذه الدائرة هناك مجال لتعدد الآراءفالإبداع والابتداع كلاهما اجتهاد جديد وحيث أن الابتداع أو البدعة كما تسمى تكون مقبولة في غير أمور الدين والعبادة والمبادئ والقيم ثم تأتي التفرقة بين إذا ما كانت هذه البدعة حسنة أم سيئة حيث يجري قياسها بمقياس موضوعي أو معيار موضوعي، وأقول بأن المفروض البناء فوق الأصل وليس إنكاره وحذفه لا يمكن تعميمه وحتى يكون تصورنا لضوابط الحرية الفكرية والإبداعية موضوعيًًّا ينبغي أن ننطلق من تحديد لإطار الموضوع حتى لا نقع في ازدواجية المعاييرولقد مر الاعوام على الساحة الثقافية السعودية وهي متأرجحة ما بين السمة العادية وبعض الأحداث الطفيفة التي وإن تفاوتت درجة سخونتها ، إلا أنها عُدت من المتغيرات التي شكلت إضافة للساحة، فعلى صعيد الإبداع، فقد واصلت الرواية تقدمها نحو تصدر الصفحات الثقافيه إذ تتالت إصدارات الشباب المتحمس بروايات متنوعة وبمختلف التيارات، وشهدت الساحة ولادة كاتبات وكتاب موهوبين نجحوا بعملهم الروائي في إثارة نقاش كبير حول عملهم وصل لحد التشكيك في كتاباتهم ونواياهم ولربما وصل الامر عند البعض الى العزم على الاعتزال من اول اعصار لاقاه في ظل غياب الدعم والتبني لافكار هذه المواهب الواعده .وقد لاحظ المتابع للساحة الادبيه التغير النوعي الملحوظ في معارض الكتاب السعودية الدولية التي استضافتها مدن العالم العربي والغربي وبعض مدن المملكة وظهر فيها بشكل لافت عدم الرقابة وتخففها من الصرامة المنطقية التي كانت سمتها حيث ساهمت و سمحت بمرور عناوين مثيرة في حقول الفكر والإبداع سواء الديني او الاجتماعي ، مما كون تشائم عند السواد الأعظم من المهتمين والمراقبين وحتى عامة الناس من المهتمين بالقراءة .نعم نريد استجابة لمتغيرات العصر التي تشارف على أن تحيل الرقابة للأرشيف ولكن لا يصح الا الصحيح ولا بد من وضع أسس رقابية صارمة ضد كل ما هو دخيل على ثقافتنا الاسلامية العربيه الاصيلة نظرا لما نتمتع به من نظرة مستقبليه اماميه قيادية لدى العالم الاسلامي والعربي.ومع كل هذا فإن هناك إشارات ملحوظة لدخول الإبداع السعودي حقبة جديدة من النبوغ والتصدر العربي تدعمها أسماء جديدة بعد أن تغيبت عن الساحة معظم الأسماء القديمة التي هيمنت على الشارع فترة من الزمن وتحولت هذه الأسماء اللامعة لكتابة مقالات صحافية باردة يدور اغلبها في محاكاة الماضي وكتابة الذكريات والعلاقات الرسمية والاجتماعية التي لا تضيف شيئا للإبداع السعودي .ولا ننسى ان هناك بعض الأسماء القديمة استمرت في الإبداع والتنوع الإبداعي .ولا يخفى على الجميع كذالك ان الحركة الإبداعية الجديدة امتدت نجاحاتها لخارج الحدود حيث نال بعض الكتاب السعوديين جوائز الإبداع سواء من هيئات داخلية او منظمات دولية .وفي المقابل فان الإبداع الأدبي احدث حس إداريا في فرض الشباب أنفسهم على الأندية الادبيه الكاهلة بالصمود فأحدثوا فيها ضجة عارمة من المطالبة بالتجديد والتطوير حتى انهزم أمامهم العديد من رؤساء الأندية وبادروا بالانسحاب من رأس الهرم وترك التركة بدون توزيع مع غياب الرغبة في التجديد الإداري لدى الوزارة التي نأمل أن تكون رعاية الثقافة هي أولوياتها كما أن اسم الثقافة من أول اسمها ( وزارة الثقافة والاعلام )وكما نرى أن اغلب الأندية الأدبية تسير في سباتها وسكونيتها المعهودة مما عزز ارتفاع أصوات كثيرة تلح بالمطالبة بتأسيس جهاز قوي يشرف على المناشط والفعاليات الثقافية التي ظلت مشتتة ولعلنا نراء مناشط الوزارة الجديدة قريبا في ظل قيادة ادبية صحفية ممثلة بوزيرها الدكتور اياد مدني .ولعل الساعات الطوال التي يمضيها أغلب السعوديين في كتاباتهم في المنتديات او في الاعمده الصحفية او في الأعمال الادبيه او في مهاتراتهم الاعلامية هي حكاياتهم عن المرأة ، التي لا يتناولون لا من قريبٍ ولا من بعيد حقوقها وواجباتها ولا يثمنون في المقابل عطاءاتها وإبداعاتها إنما تتمحور كتابات الادبيين والصحفيين بالكثير من السخرية والتندر وإطلاق النكات عليها بل وصل الامر الى دعوتها الي التمرد على عاداتها وثقافتها الاسلاميه و التي ساهم في نقلها وترويجها للعالم الخارجي على انها مسلوبة الحياة وانها تعيش في كهف مظلم ولايتسع المجال هنا الي اضافة الردود على هذه الترهات والكتابات التي ابدت هي القول فيه ونطقت الغيورات على بنات جنسها في الذود عنها فكم نتمنى ان يقدم رؤساء الأندية سابقة ادبية للمجتمع ويكون لهم الكبر في عيون مثقفي وأدباء المنطقة ، ويكون عربون محبة بينهما للمرحلة المستقبلية.شخصياً كـ واحد من أبناء هذا البلد اعترف باني لم أستفد من الأندية الأدبية غير المحاضرات البائسة والتي لا يحضرها إلا المحاضر والدكتور ( وبعض) أساتذة الجامعة المقيمين كوجاهة وإعلام ، ولا تحمل في طياتها غير الحشو الزائد من الكلام المكرر !!!لذا اقول ان تجديد الإدارة أمر جميل وهام ومطلوب حتى لا يكون مصير الأندية السقوط .. ولكن هل بعد السقوط سقوط ؟؟؟من الصدف المضحكة أن من يتردد على النادي الأدبي أشكالهم معروفه وأسمائهم مكرره محفورة على جدران النادي وبين ردههفكم أتمنى أن يكون رئيس النادي في كافة الأندية الأدبية لا تتجاوز مدة رئاسته دورتين وكل دورة تكون أربع سنوات ودورة واحد كفيلة بأن تبين ما لدى الرئيس من تطوير وغيره .فمنذ إنشاء الأندية الأدبية حتى يومنا هذا نريد أن تتكرم الأندية بإطلاعنا على النشاطات الثقافية والفكرية التي قام بها النادي لخدمة شباب المنطقة .حتى أن مظاهر الأندية الخارجي يذكرنا بأطلال قد يكون لعنترة دموعاً عليها فهي إما بالية المباني أو مستأجرة متهالكة لا تؤدي الغرض المطلوب كما أن إنتاج الأندية صوتاً غير مسموع ، وقد يكون مسموعاً لغيرنا ، أما نحن فلم نسمع زأيراً ولا شي اخر !!وللحق والإنصاف فلقد أسهم أساتذتنا الكبار رؤساء الأندية الأدبية بالكثير في خدمة الأدب والعلم والمعرفة بحدود إمكانياتهم وتطلعاتهم وآن الأوان لتكريمهم وذلك لدفعهم لأماكن جديدة نحن في حاجة لخبراتهم العملية والعلمية لانه حتى البحر يمل من مكانه فيتحرك .واعتقد ان التجديد امر مهم ، وهذا لا ينقص من حق أي رئيس لنادي هنا أو هناك ، بل هو إراحته حتى يتفرغ للعمل الأدبي الحر بعيدا عن الرسمية ، وحتى نرى إبداعا أدبيا جديدا متألقا فكم شاهدنا تألقا أدبيا في صحفنا ومنتدياتنا اليومية وحتى في مدارسنا فلا بد من إذابة الجليد وتبنى الأفكار الجادة والعمليةوكم كان عجبي ما فائدة استمرار هذه المؤسسات الحكومية على رئيس واحد طوال الفترة الماضية ؟؟أمل ان يتجدد العهد الجديد بمزيد من الابداع الادبي والعلمي والاجتماعي المنظبط بالكلمة الهادفة الدالة الي الخير الساعية الى نشر الفضيلة .

سدد الله الخطاء وبارك في الجهود والله من ورى القصد ...

الاعلام الرسمي والهجوم عليه


يواجه الاعلام الرسمي أحياناً هجوماً غيرمبرر ويتهم بالتقصير في مواجهة الواقع ، أوالتصدي للمشكلات والأزمات القائمة. وقلما يخلو اجتماع من توجيه انتقاد للإعلام ووسائله المختلفة متهمين إياها بالعجز عن القيام بدورها المرجوا للنهوض بأداء اي قطاع ، كتراجع مستويات التعليم ، وزيادة الاسعار ، وزيادة نسبة العمالة الوافدة ، وسوء استغلال بعض الشركات للمشاريع ، وسوء الخدمات الصحية وعدم مواءمتها مع النماذج والطرائق المطبقة في العالم, والكثير الكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية المفترض أن تقوم بواجبها وفق آليات محددة بينما تلقي باللائمة دوماً على الإعلام ، وكأنه الجهة التنفيذية بدلاً منها .‏ ولكن هل ينبغي لهذه الافتراءات أن تستمر أبداً وهل تبقى السمة المحددة لجميع مؤسساتنا ، حيث أن الاعلام هو القطاع الأضعف الذي تعلق عليه الكثير من المشكلات.‏والغريب في الأمر أن جميع موجهي الاتهامات لم يقدموا بديلاً مقترحاً ، ولم يعرضوا نموذجاً يمكن الإعلام من التأثير في مجريات الأحداث جميعها.‏ وللحقيقة فإن الإعلام الرسمي أثبت مصداقية عالية في توخي الدقة في نقل الأخبار ، ولم يقع في أخطاء كبيرة نتيجة تلك السياسة المتروية في التعاطي مع الأحداث والوقائع ، وهو لم يقع فريسة أشواك السبق اللامع الذي لا يلبث أن يخبو أمام وقع الحقائق المخالفة لذلك الوهج المنطفئ ، فالاعلام الرسمي تحكمه ضوابط والتزامات تميزه بمصداقيته الكبيرة ، وتبعده عن مواقع الزلل والخطأ التي استسهلت ممارستها بعض الوسائل والمواقع.‏هذه الصورة التي تصبغ الإعلام الرسمي قد تتسبب في تأخره زمنياً في بعض الأحيان ، لكنها ليست السمة الأغلب ، فهي تقتصر على الأحداث التي تتطلب دقة في التعاطي مع تفاصيلها ، الأمر الذي يشير الى أن البحث عن المعلومة الصحيحة يعفي في بعض الأحيان من تقديم عامل الزمن في حال كان دوره ثانوياً .‏ وما من شك انه لا يستطيع أحد ان ينكر أن عالمنا العربي والاسلامي يمر بتطورات خطيرة ، ويواجه تحديات صعبة ، هذه التحديات لها انعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على الإعلام بجميع وسائله وأدواتهففي الوقت الذي تكثر فيه الدعوات والمطالبات بضرورة إصلاح الاعلام العربي ومنحها المزيد من الحريات اذ لابد أن ندرك جيدا أننا كجزء من هذا العالم المتغير في ضوء المتغيرات الإيجابية الكثيرة . فهذه المرحلة المتجددة كما يعلم الجميع انها جديدة في توجهاتها ومختلفة في تصوراتها ، كما إنها مختلفة في أهدافها ، ومختلفة في اهتماماتها ، ومختلفة في خططها وبرامجها وأولوياتها .وما من شك أن هذه المرحلة المتطورة تحتاج إلى خطاب إعلامي جديد ومتطور يدرك حقائق المرحلة وانجازاتها.ومن هنا لابد من تغيير مفردات خطابنا الصحفي القديم الذي كنا نستخدمه في المرحلة السابقة وانتهاج مفردات صحفية جديدة ولغة إعلامية عصرية تنسجم مع عصر الانجازات التي نعيشها ونلمسها في جميع زوايا ومرافق الوطن .حيث أننا مطالبون بتغيير الأساليب الصحفية القديمة عندما نناقش قضايانا المحلية ، دون المساس بروح ومبادىء الشعوب ، وجوهر حرية الصحافة ، ولابد أن نعرف كيف نناقش بصراحة ووضوح القضايا الصغيرة الموجودة في الداخل ، دون أن ننفخ فيها أو نخلق مشاكل أكبر منها ، ودون أن ندخل من خلال المناقشات إلى سطور وزوايا معتمة لا نعرف الخروج منها . هذا على صعيد قضايا الداخل ، أما القضايا الخارجية فلابد أن نعرف كيف نعالج الجرح النازف في الخارج دون أن نجرح أنفسنا أو غيرنا .وأتصور أن معالجتنا للحدث الداخلي ينبغي أن تتم من منظور واقعي ، بعيدا عن اثارة العواطف التي تدغدغ مشاعر الرأي العام أو تساهم في تهييجها ، كما أن تغطيتنا للحدث الخارجي ينبغي أن تتم من منظور عقلاني ، بعيدا عن اثارة العواصف أو إشعال الحرائق التي قد تحرق أصابعنا وأوراقنا .وما من شك أننا لابد أن نستثمر المتغيرات الايجابية الكثيرة التي حدثت في بلادنا خلال الأعوام الماضية ، ونستوعب مسار وإيقاع حركة الاصلاحات لدفع مسيرتنا إلى الأمام ، فليس منطقيا أن نناقش قضايانا المحلية بلغة الماضي ، في الوقت الذي تخطو فيه بلادنا بكل ثقة نحو المستقبل وتتقدم صفوف الدول العربية ، كما لابد أن نفهم التطورات الخارجية السلبية التي تحيط بنا ونتصدى لها بالعقل والمنطق دون أن نتصادم معها .وأعتقد في خضم هذه المرحلة السياسية الدقيقة التي يمر بها عالمنا ، وفي اعقاب أزمة عدم الثقة مع العالم الغربي ، حان الوقت لتحديد قواعد وضوابط التعامل الصحفي مع تطورات المستقبل الذي يطرق أبوابنا ، ووضع الأسس لخطاب إعلامي عصري في صحافتنا المحلية يواكب الإصلاحات الداخلية وما أكثرها ويبرز الإنجازات الوطنية وما أكبرها‚ ويتجاوز التحديات الخارجية وما أخطرها ..الى اللقاء ..

الخميس، 6 نوفمبر 2008

الحكمة في الحوار و المناظرة ....


كان من الحكمة في الحوار و المناظرة أن يخاطِبَ المُنَاظِرُ الناسَ بما يفهمون ، و أن يؤخذوا بقدر عقولهم ، فإذا كان في الحوار معهم مصلحة راجحة فلا بأس في ذلك على الظاهر ، شريطة أن لا يؤدي الأمر في النهاية إلى فتنة أهل الحق ، أو تقوية أهل الباطل ؛ بتقديم ما يمكن أن يستغلوه في إشاعة و تثبيت باطلهم ، أو التشكيك في الحق ، و الطعن في أهله , أو اللمز في أفكارهم ومعتقداتهم التي شابت لحاهم وهم عليها ،. ولابد للجميع من التطرق إلي ما في كتاب الله من أمثلة من التنزيل في الحوار مع المشركين على نحو لا يشكل على من أحسن فهمه و تدبَّره .فقد حاكى القرآن الكريم تنزل مؤمن آل فرعون في خطاب قومه حيث قال عن نبي الله موسى عليه السلام و ما جاءهم به من عند الله فيما حكاه عنه رب العالمين : ( وَ إِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَ إِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ) [ غافر : 28 ] .قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية : تَنَزَّلَ مَعَهُمْ فِي الْمُخَاطَبَة فَقَالَ : ( وَ إِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبه وَ إِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْض الَّذِي يَعِدُكُمْ ) ؛ يعني : إذا لم يظهر لكم صحة ما جاءكم به فمن العقل و الرأي التام و الحزم أن تتركوه و نفسه فلا تؤذوه ؛ فإن يك كاذباً فإن الله سبحانه و تعالى سيجازيه على كذبه بالعقوبة في الدنيا و الآخرة ، و إن يك صادقاً و قد آذيتموه يصبكم بعض الذي يعدكم ؛ فإنه يتوعدكم إن خالفتموه بعذابٍ في الدنيا و الآخرة )و أمر الله تعالى نبينا الكريم بأن يتنزل في حواره مع المشركين ، فقال: ( قُلْ لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَ لا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ).فانظر كيف عبَّر بلفظ الإجرام في قوله : ( لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا ) عما يفعله المؤمنون مع براءتهم من الإجرام و أهله في حقيقة الأمر ، في مقابل التعبير بمجرد العمل لما تقترفه أيدي المخالفين مع ما يقع في أفعالهم من إجرام حقيقي في حق أنفسهم و حق المسلمين ، حيث قال : ( وَ لا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) .و لا ريب أن ذكر الإجرام في حق المؤمنين ليس إلا تنزلاً في حوار الخصم .و مثل ذلك قوله تعالى لنبيه الكريم) : ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) ، فمجرد افتراض أن يكون لله ولد أمر محال شرعاً و عقلاً ، و لا يشك في استحالته عوام المسلمين فكيف بنبيهم الأمين ، و لكن الله تعالى أذن له صلى الله عليه و سلم في أن يقوله للمشركين تنزلاً في محاورتهم ، لعل ذلك يلزمهم الحجة أو يهديهم للمحجة .و أمام هذه الأمثلة من كتاب الله و غيرها مما كثر وما اشتهر في الكتاب و السنة أرى أن التنزل في مناظرة الخصوم أمر واجب شريطة أن لا يؤدي ذلك إلى مفسدة أكبر ، كإمعانهم في التعنت ، أو الطعن في دين الله بسبب تنزل المتنزلين ، و اعتبار تنزلهم ضعفاً في الدين وكثيراً ما سمعنا في هذه الأيام من عصبة طالما سطروا كلماتٍ تتغنى بقيم التسامح وبالذات مع الآخر والمجادلة بالحسنى ، وكثيراً ما كنّا نسمع النقد الحاد للمسلمات الاجتماعية منهم ، وأن ما نحن عليه يخالف القيم المتحضرة ومنظومة الحداثة والتطور – زعموا - فهذا الفكر المترنح بين اليمين واليسار ، والذي يحاكي الغرب في تارة ويرمي رموز المجتمع بمنجنيق التخلف ، وهو يدّعي أنه الموكل على كل شيء ، وهو في ظني لا يملك شيئاً ، ليس لهم إلا المهاجمة ، ولو بالتعريض ، وبالتصريح أحياناً أخر وبالتصدي لكل صاحب فكر أصيل يرتشف من هدي القرآن وهدي محمد صلى الله عليه وسلم منهاجاً . وهاهم القوم في كل مرة يفضحون بمخالفة ما يدعون إليه من الكذب والبهتان الذي امتلأت به صدورهم وقلوبهم .ولا ريب أن ما يقوم به العلماء الأجلاء من إظهار الخير والذود عن الحق هو واجب على العلماء كافة وليس على عالم دون عالم استجابة لقول الله تعالى " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ . فلما لم يبين أهل الكتاب ما أمرهم الله به من الدين وأحكامه توعدهم وذمهم الله تعالى بعد أن بين أنهم أخفوا ما أنزل الله ولم يبينوه ، مكنيا عن ذلك بأنهم جعلوا ما أمرهم الله بتبليغه وراء ظهورهم ، ولكن الله يعلم ما أخفوا وإن لم يعلم الناس الذين هم في ذمة هؤلاء الأحبار والرهبان ، ولكن علماء الإسلام الصادقين يبينون ما أمرهم الله بتبليغه من أحكام دينه وأوامر شرعه الحكيم ، وعليه فما يقوم به علماء هذه البلاد لان عليهم واجب ليردعوا المنحرفين ويبينوا للجاهلين وليسعوا إلى رد الضالين عن الخوض في دين الله بهواهم وفسادهم ، وخاصة ما يتصل بالحجاب وألفاظ القرآن والسنة في الكفر والخوارج والكفار والمنافقين والولاء والبراء وغيرها من المسائل الشرعية التي يخاض فيهال هذه الأيام بجهل أو بفساد نية أو للتخريب وتعطيل أحكام الله وجر المسلمين بعيدا عن دينهم الذي هو عصمة أمرهم ، وصرفهم عن عبادة ربهم والاستجابة لأمره ، قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .وهذه التهم التي كالوها للمجتمع من تخلف وتحجر افكار لم تزد المجتمع إلا رفعة ويبقون كالجبال الأشم الذي ترتطم بها الرياح العاتية فتعود من حيث أتت ثم تتناقص سرعتها حتى تتلاشى والغريب في الأمر أن هناك نكرات لم نسمع بهم من قبل ، قد عمدوا إلي تأجيج الفتنة والرغبة في اتساع الهوة ، وبذلك فتح المجال لكل من هب ودب أن يرد على امور شرعية الأمر فيها للكتاب والسنة .
وأخيراً أذكّر المجتمع أن ما أصابه في دينه ودنياه رفعة له ، كما أذكّر إخواني وكل من له استطاعة بالوقوف في وجه أهل الباطل ونصرة الحق وبذل الوسع في ذلك ، الوقوف سداً منيعا للحفاظ على أمن بلادنا ، وجمع الكلمة وفضح مخططات الكائدين والخونة ....سدد الله الخطاء وبارك في الجهود والله من وراء القصد ....

السبت، 1 نوفمبر 2008

إلى أين قررت السفر ؟؟


أدام الله لكم الحرية في ما تريدون فعله في الإجازة وكتب لكم السعادة..

يعلم الجميع أن الإجازة الصيفية تعد المتنفس الأمثل لتجديد النشاط والحيوية سواء للطلاب أو لأولياء أمورهم وغيرهم...

وقد بدأت الإجازة والنفوس تشتاق إلى استغلالها بما يُرضي الله عز وجل والكل يسأل كيف ستقضي يوم إجازتك؟

فلا يختلف اثنان على تقدير الجهود التي تقوم بها (الغرف التجارية والأمانات والبلديات) في تطوير السياحة الداخلية بالمملكة من خلال إقامة العديد من المهرجانات والفعاليات المنظمة في المناطق التي قد تستمر طوال إجازة العام باختلاف الزمان والمكان وحسب طبيعة ومميزات كل منطقة على حدة ، غير أن ما يكدر صفو تلك الجهود المبذولة ما يقدم عليه بعض ملاك الشقق المفروشة من استغلال موسم الصيف في رفع السعر لليلة الواحدة بصورة مبالغ فيها لدرجة أن بعض تلك الشقق يصل سعرها إلى معدلات تجعل الراغبين في قضاء إجازتهم السنوية يترددون أكثر من مرة في الذهاب إلى سياحة المناطق التي شوه سمعتها طمع تجار الشقق المفروشة ، ففي الوقت الذي يدعو فيه المجتمع إلى تشجيع السياحة الداخلية نجد سؤالاً يطرح نفسه بقوة: ما هو الدور الذي يقوم به منظمو المهرجانات المعنية تجاه عملية التلاعب في الأسعار خلال موسم الصيف الذي بدأ هذه الأيام، ومتى تتجاوز مهرجاناتهم تلك الأسطوانة المكررة في كل عام ناهيك عن حال العروض وما يتناسب مع الطلب والعرض؟!.

نعم في الإجازة التي تتكرر مأساتها كل عام، يتمنى الإنسان الحازم العاقل أن يبقى في مدينته يمارس دوامه وأعماله بل يعمل ساعات إضافية أخرى!

ولكن واقع الحال يقول أريد أن أبدل راحة البال والاستقرار والاطمئنان بإجازة متعبة ومزعجة.

شكراً جزيلاً للـ ...mbc


بادئ ذي بدء أقول ما أجده واقعاً ملموساً عند الجميع وأشهد الله على ذلك.
فعلاً الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة يستحق المتابعة والإنصات، ولأننا في زمن كثر فيه التناقض والأقاويل وذهبت الحقيقة بلا رجعة، فقد اتحفنا في هذه الأيام بحواره الهادف وسعة اطلاعه وتقبله لجميع الآراء فنحن في هذا الزمن نفتقد للحوار وللبرامج الحوارية الهادفة الهادئة نفتقد الحوار في حياتنا العامة والخاصة نفتقده في منازلنا ومع أصدقائنا نفتقد الحوار الموضوعي والمفيد فالكل يعلم أن د. سلمان العودة شخصية مرموقة تجمع بين سلامة المنهج ووضوح الرؤيا واتساع الأفق فهو بحر لا ساحل له، يختلف عن غيره بأنه يعايش الواقع بتميز، وبعقل مستنير يحكي روح العصر، يجيد أن يصنع من الليمون شراباً حلو المذاق، فلقد مر بسلسله من الأحداث وخاض في كثير من الوقائع حتى اكتسب خبرة تجعل له قدرة فائقة في تحليل الأشياء تحليلاً يجمع بين العقلانية الدينية والمنطقية الفلسفية. لقد فتح برنامج حجر الزاوية للشيخ العلامة د. سلمان العودة الكثير من الحوارات بين الناس وهذا هو المطلوب في هذه الفترة، الحوار الديني الصحيح ومناقشة كل التفاصيل بعقلية القرن الواحد والعشرين وليس بعقلية الانغلاق ولا الانفتاح المطلق. نعم يجب أن نتجاوب كلنا مع هذه الحوارات وندعمها سواءً في البرامج المرئية أو المسموعة أو في حياتنا العادية. لذا نقول شكراً لك يا سلمان فقد فتحت باباً للحوار سواء بيننا وبين أنفسنا أو مع من له حق علينا أو لنا. د. سلمان العودة بدأ المشوار الذي كنا بحاجة إليه من زمن بعيد، فلقد - وكما يقولون - وضع يده على الجرح، نعم نحن بحاجة إلى انشاء فكر إسلامي قادر على قيادة نهضة حضارية إسلامية متوازنة , وقادرة على التعامل مع متغيرات الوقت والعصر الحاضر، ولكن يجب علينا الا نقف ونمتدح البرنامج ونشيد به أو حتى نتحدث عنه اذ لا بد من إكمال ما بدأ به فضيلة الشيخ سلمان وهذا نداء لكل من أدرك وفهم مبتغى د. سلمان لنبتدئ اليوم لأجل غد أفضل ولكن الذي أريد أن أطرحه اليوم هو ألا يوجد في هذا العالم من يؤمنون بهذا الفكر أعلم ان المشوار طويل وصعب, وشاق ولكن نريد عملاً جماعياً مؤسسياً متكاملاً لكي نستطيع ان نصبح (رقماً) في أقل الأحوال ليس على الشمال بل على اليمين .. فشكراً عميقاً لل MBC على دعمها لهذه الرسالة الهادفة وتبنِّيها البرنامج القيم المتوازن الهادف لكل مسلم، حيث انه الركيزة في البناء وحجر الزاوية وهو نقطة التحول من اتجاه لآخر حيث قال تعالى {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. وأسأل الله أن يكون في دروس الشيخ الفائدة المرجوة خاصةً في مثل هذا الزمان، وليعلم الكثير ممن كان تعليقه على أن البرنامج لا يحرر فلسطين ولا يفي بالغرض، ليعلم الجميع أن الإسلام بدأ بالدعوة دعوة خاتم الأنبياء عليه أفضل الصلاة والسلام وعندما قويت شوكة الإسلام أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالفتوحات فهل ترون أن المسلمين اليوم جاهزون أم الأفضل إصلاح الأنفس وإصلاح العقائد قبل .. وفي الختام أقول: سر كما انت سائر يا شيخ وثابر فقليل هم الرجال في هذا الزمان، لأنّ شباب هذا العصر هم سوبر ستار وستار أكاديمي وغيرها من عاشقي الروايات والإيميلات .. سدّد الله الخطا وبارك في الجهود والله من وراء القصد.