إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 19 يونيو 2009

الأمير نايف وحراس الفضيلة ..

لقد قامت هذه البلاد وتأسست على التوحيد ولذلك فليس بغريب أن توجد هيئة متخصصة حكومية للقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحماية للمجتمع والفرد .
ولكن المستغرب أن نرى فئة من مجتمعنا لا همَّ لهم إلا الكلام على الهيئات ورجالها، والتندر بهم وسرد الحكايات الوهمية والقصص المزعومة عن رجال الهيئة كما يدعى ويصور.. ويغيب عن هؤلاء الذين أطلقوا لألسنتهم العنان دور رجال الهيئات وأي بلاء يدافعون وأي فساد عريض يواجهونه، وأي إنجاز ضخم حققوه للمجتمع.
فلقد سرني تلك الكلمات المباركة للأمير نايف بن عبدالعزيز خلال رعايته حفل تدشين مشروع الخطة الإستراتيجية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن النكر التي تابعتها الصحف الرسمية والمنتديات وما صرح به من شكر لرجال الحسبة ومباركة جهودهم ودورهم في القبض على مروجي الخمور والمخدرات ودورهم في تغيير ثقافة الشباب .وقد لا نشعر بجهدهم لأننا كفينا مؤنة ذلك فلم نتجرع مرارته، مع العلم أن إنجازات رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنجازات ضخمة لا يشك أحد أنها فوق إمكانياتهم وفوق قدراتهم، ويكفي أن نرى أسواقنا مثلاً كيف كانت قبل سنوات مضت ثم بعد جهود الهيئات حتى أن النساء أصبحن يؤمن على أنفسهن، ولست بصدد سرد إنجازات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهل أذكر لكم محاربتهم للأفلام الممنوعة التي لو تيسرت لشبابنا لما استطعنا مقاومة أثرها الهادم؟! وهل أحدثكم عن مصانع الخمور التي يقبع خلفها بعض الفاسدين والتي تمسك بها الهيئة، كذلك المخدرات التي يقاومها رجال الهيئة بمعونة رجال مكافحة المخدرات ! ترى هل أحدثكم عن معالجة رجال الهيئة للانحرافات الخلقية وكيف نذروا أنفسهم للإصلاح أولاً ثم الحماية ثانياً، وكم فوت رجال الهيئة الفرصة على ذئاب يريدون اغتيال عفة فتاة بريئة، كم من قضايا أخلاقية عالجها رجال الهيئة بالستر على أعراضٍ وعوراتٍ بالتعاون مع الجهات المسئولة فحموا بيوتاً كادت أن تنهار!انظروا إلى رجال تائهين كان المجتمع لا يعرفهم إلا بالفساد وبفضل الله عز وجل ثم رجال الهيئات ومحتسبي الدعوة تحولوا إلى نعيم الهداية ورجالها، فكم من ليلة ينام هؤلاء الوالغين ملء جفونهم ورجال الهيئة في ملاحقة شقي عابث، يسهرون ونحن نائمون، فما أحسن أثرهم على الناس. أما الأخطاء فإنني لست أنكر من خلال حديثي وقوعهم في أخطاء يسيرة هم وإدارتهم دائماً حريصون على تلافيها ولكني أسائلكم إخوتي : مَن مِنْ الناس يعمل ويسلم من الخطأ؟! إن أية جهة أو دائرة حكومية لا يمكن أن تسلم من الخطأ وأي مدير أو مشرف لا يمكن أن يزعم العصمة من الخطأ لموظفي دائرته أو مؤسسته، ولكننا مع ذلك نكبر أخطاء الهيئة وننظر إليها بعين نغفل هذه العين ذاتها عن أخطاء جهة أخرى، ومع كل ذلك يأتيك فئة من الناس من الراكنين ومن لا هم لهم إلا نعت رجالات الهيئة والحديث عنهم وتضخيم أخطائهم وإغفال محاسنهم، أو تأتيك فئة أخرى من الناس يطالبون الهيئة ورجالها بأدوار فوق طاقتهم وفوق إمكانياتهم وتتجاوز صلاحياتهم، وقد تجد فئة من الناس لا ينظرون إلى الهيئات على أنها جهة حكومية بل ينظر إليها وكأنها جمعية خيرية أو أهلية لا تجد توقيراً منه. إن هذا النقد غير البناء ليس دليل خير في أي مجتمع من المجتمعات، ولا يبغض رجال الهيئة المخلصين إلا شخص قطعوا عليه شهوته، أو جاهل بما يضره في دينه ودنياه.إننا في مجتمع تأسس على الخير والحق ونشأ على الخير وأحب الخير وأهله ودعاته، ولذلك فمن الغريب جداً عليه أن يوجد فيه مثل هذا الكيل لرجال نذروا أنفسهم وأوقاتهم لخدمة هذا الدين .وكم أتمنى من مبغضي الهيئة وأعداءها حزم الحقائب والتوجه إلى بلدانهم الأصلية فليس لهم مكان بيننا ..

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

< متــابعــة لك أخي عبد الله
جزاك الله على مجهودك الفـــذ .. و أبقاك دخــرا لكل عين ترتجيك ..
-
-
أختك روجينــا محمد ..
-
-

غير معرف يقول...

تسلم أخوي عبدالله على المقال الأكثر من رائع
وأتمنى طرحه في أكثر من وسيلة أعلام
وتقبل مروري