إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 14 أغسطس 2009

شقة مازن ورواية الحرية !!



من المعروف أن الرواية يشرع صاحبها في كتابتها لهدف اجتماعي أو ديني ليجسد من خلالها معالجة مشكلة اجتماعية إن كانت ظاهرة ، أو التأكيد على مبدأ جليل .

ولابد أن من يكتب الرواية يجب أن تكون ثقافته ذات صلة عميقة بمجتمعه بحيث يستمد الفكرة الأساسية من ملاحظاته اليومية،أو معايشته لمشكلة ما .إضافة إلى عدم تأثر كاتب الرواية بظواهر اجتماعية عابرة نالت إعجابه في مجتمع منحل هنا أو هناك وعليه أن يراعي ثقافة الآخرين.

ولكن وبأسف شديد نجد كتاب الرواية السعودية يعتمدون على الاقتباس من روايات أخرى مترجمة أو الرجوع إلى أفكار مستمدة من خيال أفلاطون الفلسفي ومدنه الفاضلة. فنجد أغلب الروايات تتضمن مبادئ فلسفية لا تعدوا كونها منقولة حرفيا من روايات أخرى أو أنها تحاكي فكر لا يعتمد على الإسلام كمنهج حياة .
ومما لا شك فيه أن الآداب ارتبطت بالقيم، ولكنها لم تعرض القيم بطريقة مباشرة، إنما تقوم بتمثيلها، وبالرغم من أن المشهد الروائي في السعودية، شهد ازدحاما في عدد الروايات ، إلا أن مواهب الإبداع الروائي تفتقت لدى الروائيين السعوديين .
حيث أن بعض الروايات السعودية قد جرت إلي المخفي والمسكوت عنه وذلك لقلته أو لمعايشة بعض حالاته هنا أو هناك ، وبطرق قد تكون عند البعض فضائحية، ولكن هي من الصور التي يمكن أن تكون وربما كانت، فالروائي فنان له حقه في الخيال والإضافة بشكل فني، يمكنه من أن يوصل فكرته ورأيه في واقعية، وأمانة في صور وشرائح مجتمعه من الجنسين.
ومع ذلك فإن بعض الممارسات الروائية تكاد تكون متجنيةً على قيم المجتمع وذوقه، ولا يحدثُ هذا إلاّ حين يكتب الرواية مدَّع ٍ للفنِّ الروائي، غيرُ محسنٍ لأداته الساحرة.
ولا يعني هذا أن كل قيم المجتمع السائدة لا تقبل النقض والصراع ولكن الإسلام رفع من قيمة الإنسان وكرمة وقدرة فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .
فالراصد لما كتب في الفترة الأخيرة من روايات لا يجد إلا قضايا الجنس فهي المادة الفعالة بين اسطرها ، والتي تجعلك تظن أحياناً أنها الدافع الحقيقي وراء روايات كتبت بالفعل من أجل هذا الغرض، وهدفها تحقيقًا للشهرة أو رغبة في التمرد أو تجاوزا للخطوط الحمراء، فإذا فتشت في البعد الفني للرواية أدهشتك هشاشة الموضوع، ونؤكد هنا على أن النقد لا ينبذ توظيف أي دور داخل الرواية، إنما ينفر من الطرح الصريح بفجاجة لأنها لا ترتكن إلى موهبة كتاب يدعمها التخيل الإبداعي وهذا ما ينبغي أن يعيه الجيل الجديد من الكتاب الذي اندفع للكتابة من دون خبرة تؤهله لمخاطبة المتلقي ، ويتساءل الكثيرون عن سبب هجمة الرواية في الآونة الأخيرة على كسر الحواجز!
لذا فإن علينا الاعتراف بدور سياسة الحجب والمنع التي مارست قمعها للكتّاب وأدى هذا الكبت إلى رغبة جامحة في البوح من دون اعتبارات للمجتمع وقيمه، فالحرية هي الضمان لإبداعٍ حقيقي، لكنها لا تعني أبدًا الخروج عن القيم والمبادئ السليمة، إنها الحرية المسئولة التي يعيها المبدع ويتحرك في إطارها، وتطرح رؤيته بموضوعية لا تتعارض مع الإبداع، ومن دون تلك الحرية المسئولة ستغرق الرواية الجديدة في سيل من التمرد تحت مظلة الاسم المستعار.
ومن يكتب أمثال هذه الروايات ويسوقها سيؤثر جزماً بشباب المجتمع وشاهدنا إفرازاتها في المجتمع كثيرا ، وما قام به ( الشاب مازن عبدالجواد وزملائه ) إلا صورة مماثلة لرواية قرائها وحاول أن يعيش احد فصولها .
لذا وجب وجوباً على المجتمع بكافة أطيافه ومؤسساته أن يضع حدا لما نواجهه من تغريب ونشر للرذيلة.
واعتقد انه حان الوقت الآن للتحرك الحكومي ضد التطرف العلماني أسوة بجميع دول العالم التي رفضت الانصياع للعولمة المسمومة ، إذ يجب على الحكومة اعتبار هؤلاء إرهابيين ويجب مطاردتهم ومناصحتهم وتأديبهم وعدم السماح بتوليهم مسؤولية المنابر الإعلامية .
كان الله في عون الجميع وحمانا من مكر الماكرين ..


هناك 4 تعليقات:

رذاذ المطر يقول...

جزاك الله خيرا وبارك فيك

الكثير من الروايات في وقتنا الحاضر
فقدت توازنهاوأصبحت أداة هدم للسلوك والخلق الإنساني وساهمت في نشر الرذيلة ولهذا لابد من تقديم البديل للشباب حتى لا يضيع شباب الأمة في أفيون الكتب الرخيصة

يسر الله لك وبارك فيك

فهد سلمان الفراج يقول...

الأخ/عبدالله ماتفضلت به جميل ورائع في مجمله ولكن الخاتمة لم تكن موفقة من وجهة نظري المتواضعة فقد أنتقلت فجأة من الواقعية والإعتدال إلى التطرف وتمثل ذلك جلياً بالمطالبة بمطاردة من تسميهم العلمانيين ومعاملتهم كالإرهابيين ولم تقدم البراهين والأمثلة التي تبرر فيها هذه المطالبة وماذكرته بخصوص بعض الروايات التي تجاوزت قيم المجتمع لم يكن فيه من الوضوح والشواهد مايستوجب هذه المطالبة المنحازة كما أنه كان لزاماً عليك أن تطالب بمراقبة ومتابعة مايتم في الإتجاه الآخر الذي أدى كنتيجة حتمية إلى وجود الإرهاب الذي نعلم جميعاً أن بدايته كانت عن طريق الفكر الديني المنحرف والذي مازال قائماً وإن حاول الإختباء نوعاً ما أو أستخدم أساليب مختلفة ...سعدت بزيارة مدونتك الجميلة وكل عام وأنت بخير أعاده الله علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية باليمن والمسرات،،،،،

لمى هلول يقول...

اخى الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سرنى ان تواجدت بمدونتك الجميلة الواضحة المكتنزة بالمفيد والمتنوعة بحب الوطن والدين ..
لم اعرف اين اكتب تعليقى ولكنى اخترت التاريخ الاقرب للشهر الذى نحن فيه ...وهو اغسطس ..
تنقلت بين مواضيع المدونة وكانت جميلة جدا خاصة عن موضوع السياحة الداخلية لاننى اتابعها واكتشفها يوما بعد اليوم وانزهل من شدة مالهذا البلد الكبير من سياحة طبيعية ..واهلها يهرولون الى خارجها ويدفعون المبالغ الطائلة لا ضير فى التعرف على الجديد والبعيد طبعا ولكن ما يضر لو انتهينا من سياحتنا الداخلية اولا ..
وايضا تنقلت الى موضوع رجال الحسبة وهو موضوع مهم والله وانا الاحظ ان الناس كانت تكرهه وتقول ان البلد صعبة ولكن من ما صرنا نسمعه من مشاكل خاصة من الوافدين المختلفى الجنسيات وانا منهم كلها جرائم تقشعر منها الابدان ولكن يظهر جليا هنا دور رجال الدولة الذى كانوا يقومون باهم امور لانسان هذا البلد ومقيميه ايضا ...ويا ليت لو يعاد لهم الامر مرة اخرى وربما لا يوافقنى الكثيرون على ذلك ولكنه يظل مجرد راى ..
وايضا ساعلق لاحقا على موضوع السينما

ولكن الموضوع المهم الذى اختلفت فى الراى فيه معك لو سمحت لى واختلاف الراى لا يفسد للود قضية ...وارجو ان لا افهم خطا وباننى اتبع من خلفى ماربا اخر فى تلبيس الدين ؟؟
لا والف لا فالدين بدون نضييع وبدونة لا عز لنا هذا فى الدنيا اما بدون دين فى الاخرة الكل يعلم اين مكاننا النار والخسران

بالنسبة للروايات لم اقرا ادبا سعوديا منذ فترةوقد يكون كلامك صحيحا اقله ان نعتقد ان صاحب الرواية ما قصد منها الا الجنس وما يدل عليه الا اننى تسالت بناءا على مقدمتك وسالت نفسى
هل من يكتب رواية بالضرورة ان يكتب عن ظاهرة ليعالجها كما قلت انت او بالمقابل يؤكد اصالة ما اصل ؟؟؟
لا اعرف لكننى وجدت ان هذاشبيه بالحظر على الافكار او الثقافات بمعنى اصح تقليص لروح الابداع الكتابى يعنى اذا الكاتب سيتكلم عن شىء موجود فيثبت او ينتقد فما اشببه بالمقلد ولا يوجد داعى لكتابته فالكتب الدعوية والارشادية كفيلة بالارشاد اكثر من روايته !!!
ولكن اذكر اننا قرانا كتبا غريبة كثيرة مترجمة وتختلف عنا ثقافتا ولغتل ومضمونا لكنها بالمقابل اثرت مخيلاتنابالرائع والكثير عن هؤلاء القوم وفى اغلبها كان ايحاء الجنس لكن ذلك ما خدش فينا شىء بالعكس بدواخلنا عرفنا النعم التى نتمتع بها ..ولكن الا ترى معى ان الزمن تغير وان الجنس بحد ذاته صار شيئا شبه عادى يدخل فى كل شىء حتى فى افلام الكرتون لصغارنا ..؟؟
بل اصبح الحديث عنه ضرورة حتى نكشف الخداع الزائف لمفهوم الجنس الذى اصبح الناس يحكون عنه الاساطير فالاحرى ان نتركهم يكتبون بل نشجعهم ولكن نخرج لهم بكتاب انتقادى مدعم بالحقائق والبراهين ونصوص الدين ونبين القدر المعلوم من كتاباتهم .ز
هذا حسب رائى
ولكن لا نقمع الفكرة بالعكس فكتاباتهم تحصيهم وتعرفنا بهم وستتيح لنا ان نتعرف بهم ونهديهم

اعذرنى يا اخى هذا حسب رائى وحسب ثقافة بلدى التى هى منفتحة تجاه الكتب والكتاب بصورة رحبة جدا .ز

وتشكر وساكون زائرة لمدونتك دوما ان شاء الله
وفى امان الله

رذاذ المطر يقول...

للأسف أخي الفاضل أغلب روايات اليوم
هدفها نشر الفساد والرذيلة ولو كان كاتب هذه الروايات يعي خطر قلمه في مفسدة المجتمع والوزر الذي سيحمله بسبب هذا الأمر لما سجل حرفا واحداولكن
الكارثة حين يكون الهدف الشهرة وترويج الفكر الرديء فهذه مصيبة ..

لابد من وجود القلم النظيف الذي يكتب
لنشر قيمة وفضيلة ولا يكون هدفه إلا الاصلاح ( إن أريد إلا الاصلاح مااستطعت وما توفيقي إلا بالله )

بارك الله فيك