إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2008

الشعوب وانكساراتها ...



مما لا شك فيه أن الأمم والشعوب تمر في حالات ضعف وانكسار وبقدر ما هي مؤلمة تكون ضرورية لمراجعة هذه الأمم وتلك الشعوب لأخطائها وأسباب انكسارها وعلى رأي العلامة ابن خلدون( فان ما يحدث للأمم والشعوب والدول هو أمر طبيعي وذلك بقياسها على عمر الإنسان فهو ( الإنسان ) يمر بعمر الطفولة والحدث والشباب ثم الكهولة والشيخوخة وكذلك هي الدول )
وما أعظم خلق الله و ما أبدع العقل الإنساني الذي هو مناط التكليف بالأحكام الشرعية فالعقل الإنساني يقوم بربط الأحداث والصور ويقوم بعملية الفهم لمتطلبات الأمور التي تحدث في حياة الناس وكيفية معالجة الأزمات ونبدأ ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه عند اشتداد الكرب وتراكم الأحزان يكون هناك بصيص أمل بانفراج الأزمة وكما يقال في الأمثال (الضربة التي لا تكسرك تقويك).وهنا يحضرني مثل قرآني يفسر هذه الثقة بأن النصر قادم والإنسان في خضم الأزمة ولنبدأ بموسى عليه السلام حيث سار مع بني إسرائيل تجاه البحر ولحقه فرعون وجنوده فقال بنو إسرائيل (إنا لمدركون) فأجابهم كلا (إن معي ربي سيهدين) مع إن الجموع الغفيرة السائرة مع هذا النبي الكريم خافت وارتعبت إلاّ أنه أجابهم بمنطق الواثق بالله المطمئن إلى مصائر الأمور بأن الله ناصره.وينقل لنا القرآن الكريم ما قاله الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) لأبي بكر الصديق رضي الله عنه وهما في الغار (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).
فما أعظم القرآن وهو يقص علينا قصص الأمم الغابرة وقصص النبيين التي نستخلص منها العبر والعظات.فأمة معها القرآن الكريم بشرها ربها بالاستخلاف في الأرض ووصفها بالخيرية فقال ((كنتم خير امة أخرجت للناس)) بشرط ((تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)) الأمة اليوم بكاملها تحتاج إلى ثقة بقرآنها وإيمانها .فما أحوجنا اليوم والكوارث تحيط بنا من كل جانب أن نبني جسور الثقة بيننا وبين قرآننا وان نعيش بالإيمان وللإيمان وان يكون إسلامنا هو الفكر المحرك لكل جوارحنا وأقوالنا وأفعالنا وان يكون رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أسوتنا في كل أمورنا في رخائنا قبل شدتنا.وتأمل معي أخي مرة أخرى والرسول صلى الله عليه وسلم يعد سراقة بن مالك حين لحقه في طريق هجرته سعياً للفوز بمائة ناقة يعده الرسول صلى الله عليه وسلم بأساور كسرى إنها أعلى درجات الثقة بالله وأنت ترى النصر ماثلاً أمامك في حين إنك في وسط الأزمة.إن ما حدث من إساءة للإسلام والمسلمين له عدة أبعاد.فمنها أن الغرب ينظر للأمة الإسلامية على أنها امة منهارة ضعيفة ينظر لها من خلال أحوالها .ومنها أن الغرب غاضب من تمسك المسلمين برسولهم ومعتقداتهم فأراد آن يتنصل المسلمون من دينهم كما فعل الغرب (ودّوا لو تكفرون).ولكن انتفاضة المسلمين في وجه هؤلاء عندما تعرضت ثوابتها ورموزها للخطر أعطت الأمل بأن هذه الأمة لن تموت وأنها لا يزال فيها قوى كامنة تستنفر إذا تعرضت ثوابتها ورموزها للخطر.
إذن من خلال هذه الفكرة البسيطة لا بد لنا أن نتمثل حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم حين يقول : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).فما أحلى أن نشعر بالحمى والحمية من اجل حياتنا ومستقبلنا نحن المسلمين فكما لا يمكن للجسد الاستغناء عن أي عضو فيه كذلك يجب أن لا نغفل مبدأ التراحم والتعاطف والتعاون من اجل النهوض في مجالات الحياة كافة حتى أن عمل احدنا يكمل عمل أخيه فيكون بالمجموع مسيرة نحو المستقبل بخطى واثقة وبمنهج مؤسساتي نابع من أصل الدين يحدونا بذلك الصف الواحد الذي دعانا إليه الواحد تبارك وتعالى.
أخيرا أقول لكم ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه (... تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة).

ليست هناك تعليقات: