إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

حضارتنا الإسلامية ...


إن الحضارة الإسلامية لعبت دوراً بارزاً في تقدُّم الإنسان، وتركت لها آثاراً بارزة في عدة ميادين عقدية وفنية وأدبية وغيرها من الميادين، وكان لها السبق في التأثير في الحضارة الحديثة؛ فالإسلام كان عاملاً كبيراً في تفتيح أذهان وأفكار الشعوب إلى الدين الحق والعدل والرحمة حينما كان غير المسلمين يعيشون تحت الإذلال والعسف والخضوع لآراء وأفكار غيرهم؛ حتى وصلت الفتوحات إلى أقاصي الشرق والغرب، وتأثرت الأمم الكافرة بمبادئ الإسلام وهي على ملة غيره.ويكفي لنا دليلاً شغف الغرب وعلمائهم وإعجابهم بعلوم العرب الأوائل من طب وجغرافيا وغيرها من العلوم التي سيطر عليها المسلمون في ذلك الوقت، وحتى الآن فإن كتب المسلمين تدرس في الجامعات الغربية بأسماء مستعارة.ويكفي لنا اعتراف الغربيين المنصفين بكوننا عباقرة القرون الوسطى مدة نصف قرن؛ حتى تأثر رجالات الأدب لديهم باللغة العربية وعلومها وآدابها وأشعارها ونخواتهم وفروسيتهم وحماسهم للعِرض والذود عنه.وفي تلك العصور انتشرت الترجمة والطباعة، حتى أصبح الفرد يحكم نفسه وأفكاره، هو حر طليق باختيارها، وجلبت لهم حضارة الإسلام احترام العهود كالوثيقة العمرية، وضمان حريات الناس كما في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لذا فقد أثرت في الشعوب المغلوبة روح العزة والكرامة ونبل المشاعر الإنسانية الكريمة.هذه هي حضارتنا، وهذه هي قيمنا؛ لذا فإن لنا ديناً يجب أن نسترده، لا بالتفجير والخطف والاغتيالات والتآمر، ولا بالأماني والأباطيل. بل بمعرفتنا قدر أنفسنا وقيمة هذه النعمة التي نتبوأ ظلالها، ونكون قدوة حسنة كما كان أسلافنا، لا منفِّرين من هذا الدين؛ لكي نقود الشعوب إلى الخير؛ لأننا أمة الخير والوسط والكرامة والعزة، وبكم تسمو الهمم وتزداد العزائم.والله ولي التوفيق.





ليست هناك تعليقات: