إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 25 ديسمبر 2008

رسول الإسلام


إن الاعتداء على رسولنا الكريم وهو رمز من رموز الإسلام بل هو الهادي البشير من لدن عليم حكيم هو إعتداء على الإسلام
وبالتالي غضبتنا هذه هي غضبة على الإسلام ومحارمه ، ولا يخالجنا اي شك ان الاستهزاء خُلق من أخلاق أعداء الله ، تخلق به الكفار والمشركون ، وتخلق به المنافقون الذين احترقت أحشاؤهم على دين الله وأهله لذلك كشف الله تعالى هذا الخُلُقَ النبيل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام الذين قضوا بالحق وبه بعدلون .
ولقد وردت آيات كثيرة في كتاب الله تبين موقف الأنبياء والرسل من الاستهزاء والاحتقار بل صرحت هذه الآيات بكفر هؤلاء الهازلين المستهزئين والأمر ثابت من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أرحم الناس بالناس ، وأقبل الناس عذراً للناس ، ومع ذلك كله لم يقبل عذراً لمستهزئ ، ولم يلتفت لحجة ساخر ضاحك ، فحين سخر به وبأصحابه من سخر في مسيره لمعركة تبوك وجاء الهازلون يقولون :
إنما كنا نخوض ونلعب : لم يقبل صلى الله عليه وسلم لهم عذراً ، بل أخذ يتلو عليهم الحكم الرباني الذي نزل من فوق سبع سماوات : (( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم )).
ولكي ندرك خطورة وفداحة ما ارتكبوه : ننظر إلى ملابسات حالهم في الماضي ، فنجد أنهم قد خرجوا في الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركوا الأهل والأزواج والأولاد والأوطان ، وكان خروجهم في فصل الصيف ، وشدة حرارته المعروفه وتعرضوا للجوع الشديد والعطش الأليم ، ومع هذا كله لم يشفع لهم حال من هذه الأحوال حين أستهزئوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهموفي هذه الأيام وخاصة أنها ليست أول مرة يستهزؤن على نبينا الكريم ولا أخر مرة قبلها في السويد وفي هولندا وفي النمسا والآن في الدنمارك أطلت علينا الصحف و القنوات التلفزيونية والافلام هناك بتطاول سافر على رموزنا الدينية الإسلامية وغالبا ما يكون الهدف هو شخص الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم خاتم المرسلين وآخر حلقة في هذه السلسلة ذلك التطاول على شخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من جانب الصحف الدنمركية التي نشرت رسوماً مزعومة لشخص الرسول عليه الصلاة والسلام، واعدت الافلام وشجعت على عرضها بحجة حرية الرئ وهذا مما أثار حفيظتنا كمسلمين في كل مكان والمشكلة تكمن انه لا يوجد أي ردة فعل بمعنى الكلمة ولكن كل الردود مواقف فرديه صغيرة .
ومها كان هذا الاستهزاء من عدمه او تضخيمه الا انه يذكرنا بالعداوة المتوغلة في اعماق الغربيين ولا شك ان الحرب العشواء التي تشن على رموز الاسلام لم تكن حديثة عهد بل هي من قديم الزمن فقد قال تعالى :( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من الحق مالك من الله من ولي ولا نصير)ماحدث من استهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم جريمة بكل المقاييس يجب أن تجد صداها في العالم الإسلامي ومهما احتج أي مسؤؤل او أي شخص ما الا وجاء الرد من ان هناك حرية التعبير وهذا الرد فيه استهانة بالعقول، لاننا نعرف جميعا ان هناك في أوروبا قوانين وأوضاعا تعاقب من يخوض في الأديان أو الأعراق، ( أو يشكك في المحرقة !!!! ، أو يتعرض من قريب أو من بعيد للسامية التي تعني هناك اليهود فقط ) لكن الأمر يبدو انه مختلف بالنسبة للإسلام والمسلمين !!
وهذا يعني أن العالم الآن تبرز فيه ظاهرة جديدة، خطيرة على الإنسانية بكل أطرافها الظاهرة ومضمونها وهو الخوض في العقائد والهجوم على الأديان مما يؤجج وينذر بحروب ثقافية، دينية، سيسفر عنها أعمال عنف متمثلة في الحروب والأعمال اليائسة .
والعجب انه ومنذ فترة طويلة والمفكرون مشغولون بقضية الحوار بين الاديان ، ولا يكاد ينفضّ مؤتمر حول هذا الموضوع حتى نفاجأ بمؤتمر يتناول الموضوع نفسه، حتى برامج الإذاعات والفضائيات أصبحت أيضا تستقطب مثل هذه الموضوعات الرائجة ، مع عدم توافر حسن نوايا المتحاورين ورغبتهم في الوصول إلى تفاهم حول قضايا معقدة تشكلت من خلال عوامل متعددة وراكمت رواسب كثيرة لا يعلمها إلا الله وحده.ومن رحمة الله سبحانه بعباده المسلمين أن امتن عليهم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومن أعظمها ابتعاثه إليهم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم، ولا يخفى على اي مسلم ان دين الكفار باطل سواء كان في الأصول والعقائد والفروع وحذر الله رسوله في آيات كثيرة من يطيع الكفار ولو في شيء يسير مما يدعونه إليه مخالفاً بذلك أمر الله كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلاً *ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا *إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا‏}‏ وهذا تهديد عظيم للرسول لو ركن إلى الكفار ولو في شيء قليل‏.‏ وفي هذا المعنى أيضا يقول تعالى‏:‏ ‏{‏فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير *ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون‏}‏ ‏ وقال أيضاً‏:‏ ‏{‏وأن احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك‏}‏ ‏ ‏ وهذه كلها آيات ناهية للرسول أن يطيع المشركين والكفار ولو في شيء قليل مخالفا بذلك ما أنزله الله إليه وقد هدد الله رسوله هنا بكل أنواع التهديد إن هو فعل ذلك ومعلوم أن الرسول لا يفعل ذلك وإنما هذا تهديد لنا بطريق الأحرى والأولى .‏
وفي الختام لا أملك إلا أن أقراء قوله تعالى :
(( إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين * كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز ))
سدد الله الخطاء وبارك في الجهود والله من ورى القصد ..

ليست هناك تعليقات: